تمتلك صديقتي شركة تصميم داخلي. عندما بدأت عملها في هذا المجال كانت تمتلك رؤية خاصّة حول تصميم الأبنية توصّلت لها من خلال مشروع التخرّج الخاص بها. كانت في كل مشروع تنقل رؤيتها للعملاء الذين كانوا غالبًا ما يعترضون ويتشبّثون بتصوّراتهم حول ما يريدونه.

وإيمانًا منها بأنّ العميل يأتي أوّلًا فقد قرّرت أن تعمل وفقًا لما يريده لا كما ترى هي.

الأمر ذكّرني بشركة آبل التي تصمّم هواتفها ومنتجاتها وفق ما يريده العملاء (توقّعاتهم) . ومن هذا المنطلق فإنّها من أولى الشركات التي تهتم بتجربة العميل وتحرص على توفير رحلة ممتعة للعميل تبدأ منذ تحديده لحاجته ولا تنتهِ حتّى بالقيام بعمليّة الشراء.

بهذه الطريقة تسعى آبل دائمًا لتقديم هواتف تلبّي توقعات وذوق العملاء وتوفّر لهم تجربة مرضية ومميّزة في استخدام منتجاتها.

أحيانا يكون هناك مجالات يكون رؤية صاحب المشروع هي الأفضل حتى للعميل نفسه، ومثال على ذلك ​تسلا إذ احتفظت برؤيتها في تصنيع السيارات الكهربائية على الرغم من تشكيك البعض في نجاح هذه التقنية. وقد نجحت الشركة في تغيير صناعة السيارات بشكل كبير. لذا ما أفكر فيه كيف نوافق بين متطلبات العميل ورؤيتي كصاحب منتج؟ ومتى أتمسك برؤيتي بالدرجة الأولى؟

فحتى بالعمل الحر، يكون هناك رؤية لصاحب المشروع وأخرى للمستقل، ويجب أن يكون هناك مساحة للاتفاق بينهما حتى يمكنهما تكملة المشروع.