كيف أبني فريقا قادر على التكيف مع بيئة عمل ديناميكية؟

يمكننا أيضا أن ننظر إلى جانب آخر من القضية، على الرغم من أن المرونة تعد أداة قوية للمستقلين لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، إلا أنها قد تكون سيف ذو حدين أيضا، فالحرية الزائدة في تحديد الوقت والجدول الزمني قد تؤدي إلى عدم التركيز وتشتت الانتباه، مما يؤثر سلبا على جودة العمل والانتاجية.

و ينبغي أن نلاحظ أن هناك تحديات أخرى قد تواجه أصحاب المشاريع الذين يستعينون بالمستقلين، فمن الضروري لهم تلبية متطلبات المشروع في الوقت المحدد، وإنجاز الأعمال بجودة عالية، وهذا قد يكون متناقضا مع الحاجة للمرونة التي يتمتع بها المستقلون.

أعتقد أنه ومن أجل تعزيز هذه البيئات يجب الاهتمام أكثر بتبني ثقافة المرونة في العمل، أي أن تكون المرونة جزءًا من الثقافة العامة للشركة أو المشروع. لهذا يجب على أصحاب المشاريع والمستقلين أن يكونوا مستعدين لتكييف خططهم وجداولهم مع التغيرات المفاجئة أو احتياجات العمل. وليس التقيد حرفيا بما يملى عليهم.

وأهم نقطة هي التواصل الفعّال كأن يكون مفتوحًا وشفافًا بين أصحاب المشاريع والمستقلين. ويجب مناقشة التوقعات والمخاوف والاحتياجات بشكل منتظم لضمان تحقيق أهداف المشروع بأفضل طريقة ممكنة وتفادي الفشل الذي سيضر حتما بجميع الأطراف.

المرونة من بين المهارات الحياتية التي ينبغي على كل فرد منا أن يكتسبها خاصة بما أننا نعمل في العمل الحر، وحتى خارج هذا المجال فالمرء مطالب بأن يكون مرنا وانسيابيا في حياته، فلا يعقل أن يربط نفسه ببرنامج واحد طيلة حياته، فالإنسان ليس روبوتا فهو يملّ ويكلّ، فتقدير الجهود الإضافية وتوفير الدعم المادي والمعنوي يعزز من روح الفريق ويسهم في بناء علاقات مبنية على الثقة والولاء، فبالتأكيد، يجب على القائد أن يكون قدوة في تقديم الدعم والتشجيع لأفراد الفريق لتطوير مرونتهم وتعزيز قدرتهم على التكيف مع المتغيرات. على الجانب الآخر، يجب على أفراد الفريق أن يكونوا مستعدين لتحمل المسؤولية والمهام الإضافية عند الحاجة، مع الاستفادة من الدعم والتشجيع الذي يوفره القائد.

تحديد الموظفين ذوي المهارات الوظيفية والشخصية المناسبة هو خطوة حاسمة في نجاح تطبيق منهجية Scrum أو أي منهجية أخرى شخصيا تعاملت بهذه المنهجية عدة مرات، وكانت ناجحة لأبعد الحدود، فهي تتيح لي القدرة على العمل ضمن فريق منضبط وتحقيق الالتزام والمسؤولية فهي من بين المهارات الأساسية التي يجب أن يتمتع بها أعضاء الفريق وشخصيا كنت أحرص على أن تتوفر فيهم هذه الشروط وأنبههم على ضرورة التحلي بذلك خاصة أثناء أوقات العمل، فيجب أن يكون لديهم التفكير النقدي ومهارات حل المشكلات للتعامل مع التحديات التي قد تطرأ أثناء وقت الجد ويعرفوا كيف يتصرفون حينما يطرأ أي طارئ مفاجئ.

صحيح، لا أحد ينكر صعوبة هذا الأمر، وصعوبة اختيار الفريق المناسب أيضا، لأن بناء فريق قادر على التكيف سيحتاج حتما إلى إدارة إن لم نقل إلى قيادة تتحلى وتتصف بهذه المواصفات، وبالنسبة لتوفير البيئة اللازمة التي تساعد على تطوير الفريق وتحفيزه للابتكار، فإنها تلعب دورًا حاسمًا أيضًا. يجب أن تكون البيئة العملية مشجعة للابتكار وتدعم التطوير المستمر والتعلم، بالإضافة إلى تقديم المكافآت والتقدير بشكل منتظم لنجاحات الفريق. أرى أن هذا الأمر قد يعزز الرضا والمشاركة الفعالة ويزيد من الكفاءة والأداء بشكل عام.

نعم لا شك في أن تعزيز القدرة على التكيف في بيئة العمل سيتطلب جهودًا متواصلة من قبل أصحاب العمل لتمكين وتطوير موظفيهم، وهذا سيساهم في بناء فرق عمل قادرة على التكيف مع التحولات وتحقيق النجاح في أي بيئة عمل، لكن أحيانا يكون هذا الأمر صعبا أو غير قابل للتحقيق، فيتعين على القائد معرفة التوقيت المناسب لإضافة عناصر جديدة لفريق عمله ومتى يتم الاستغناء عن شخص آخر، فأحيانا لا يكون المشكل في أعضاء الفريق بقدر ما يكون المشكل في القيادة بحد ذاتها، لأن تعزيز القدرة على التكيف يتطلب أساسًا تمكين الموظفين وإعطائهم الصلاحيات اللازمة لاتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية خاصة من خلال توفير بيئة عمل تشجع على الابتكار والتجريب، يمكن للموظفين أن يتعلموا من التجارب ويتكيفوا مع المواقف الجديدة بسهولة.