هناك جدل قائم ما بين اتخاذ الشركات لقرار التجديد والتغيير والتحول وما بين الثبات على خط واحد تحافظ به على صورتها المكتسبة، فكيف تختار الشركات قرار التغيير؟ وهل ينجح دائماً؟
في عالم الأعمال توجد العديد من التجارب منها الناجح والفاشل في تطبيق التجديد والتحول، ربما من أشهر التجارب التي توصم بالفشل هي تجربة كوكاكولا في الذكرى المئة لتأسيس الشركة، فما هي تفاصيل هذا القرار الذي أثار موجة غضب غير مسبوقة تجاه العلامة التجارية؟
تصف الشركة هذه التجربة في موقعها بأنها "الخطأ التسويقي الذي لا ينسى على الإطلاق"، ففي أبريل من العام 1985 أعلنت الشركة عن تغيير تركيبة مشروبها الغازي الأشهر عالمياً تحت مسمى نيو كوك (new coke)، في محاولة لإعادة تنشيط العلامة التجارية، ولكن النتيجة كانت احتجاجات ومطالبات عارمة بإعادة التركيبة القديمة التي أحبها المستهلكون واعتادوا عليها.
وانتهت تلك العاصفة في يوليو من العام نفسه باستعادة الكوكا كولا الكلاسيكية بنكهتها الأصلية مجدداً فيما وصفته الشركة بأنه التحول الذي برهن على قوة اتخاذ وتحمل المخاطر الذكية، حتى في حالة عدم سيرها بالشكل المطلوب.
الإرتباط العاطفي الذي صنعته كوكا كولا بمشروبها الكلاسيكي في قلب المستهلك، جعل أي محاولة للعبث أو المساس بتلك التركيبة الفريدة مرفوضاً بشكل تام، ليحافظ المشروب على نكهته الوحيدة لعقود في السوق دون أي محاولة لإحداث أي تغيير فيه.
من الجانب الآخر، يوجد عدد من تجارب التحول الناجحة في عالم الأعمال، مثلاً شركة سامسونغ التي بدأت كمتجر لبيع المعكرونة والأرز لتصبح الآن واحدة من عمالقة التكنولوجيا في العالم، الشركة التي بدأت بداية عادية جداً كأي شركة غذائية، اتخذت أضخم قرار في تاريخها والذي يعد نقطة التحول وهو الدخول إلى عالم الإلكترونيات، مغامرة كهذه بالطبع قد واجهت بعض المعوقات في البداية ولكن الطريقة التي حملت فيها سامسونغ هذا التغيير جعلتها تحقق نجاح باهر جداً في هذا المجال.
وهنا ما بين التجديد والثبات، كيف تختار الشركات قرار التغيير وبرأيكم لماذا فشلت كوكا كولا ونجحت سامسونغ؟
التعليقات