حسبما أعرف، فالتكلفة الغارقة ليست متعلقة فقط بالأموال، فهي عبارة عن تلك التكلفة التي تم إنفاقها ولا يمكن إستردادها، لهذا يمكن أن تعبّر عن الجهد أو الوقت، ولا يمكن استعادة تكلفتهما بأي حال من الأحوال.
ومن أمثلتها، أن يقوم شخص ما بالاستمرار في قراءة كتاب لا يعجبه لأنه فقط قرأ منه 100 صفحة، أو أن يقوم شخص ما بإكمال وجبة رغم أنه قد أحس بالشبع لأنه لا يريد إهدار ثمنها.
في مجال العمل سنحتاج بكثرة إلى تحفيز العملاء، وسنحتاج لفهم كيفية استخدام تحيز التكلفة الغارقة في هذا السياق، فهذه الأفكار الخاطئة ترجع إلى أن العقل البشري يفكر في الخسائر أكثر مما يفكر في المكاسب المحتملة، برأيي أن هذا الأمر يعاني منه الكثيرون، فقد قرأت إحدى الدراسات التي أشارت إلى أن خسارة مبلغ مالي معين تثير إحساسا بالضيق أكثر بكثير من الشعور بالسعادة إذا تم ربح نفس المبلغ.
لكن كيف يمكن أن نستخدمها لكسب ولاء العملاء؟ برأيي أنه يمكن الاستفادة منها من خلال إنشاء برامج عضوية تمنح الأعضاء بعض التخفيضات والعروض الخاصة، لأنهم سيتشجعون على الشراء لأنهم لن يرغبوا في خسارة رسوم الاشتراك إذا ما فكروا بمنطق التكلفة الغارقة، وفي هذه الحالة، فإن العملاء الذين استثمروا وقتًا وطاقة لاكتشاف كيفية الاستخدام لن يتراجعوا عن شرائها، لكن على الجانب الآخر يمكن أن يمثل ذلك صعوبة أمام مستخدمين آخرين، مما يقلل شراء المنتج أو الخدمة.
في نظري يمكن تحقيق الاستفادة من التكلفة الغارقة من خلال برنامج قائم على النقاط، مثلا برنامج يمنح العملاء مكافآت مالية عند الشراء، لتحفيزهم بدلا من تحميلهم أعباء مالية، وأنتم ما رأيكم في تحيز التكلفة الغارقة؟ وهل تستخدمونها لكسب ولاء العملاء وتحفيزهم على الشراء؟
التعليقات