أبقِ أصدقائك بقربك وأعدائك أقرب، ما رأيكم في تطبيق هذا المبدأ في مجال الأعمال؟

أليس من الأفضل الحرص على المنافسة الشريفة وعلى تطوير شركتي الخاصة دون محاولة سواء مساعدة أو الإضرار بالشركات الأخرى، هذا ما أراه أن يلتزم كل شخص بمسؤولياته نحو عمله وشركته والتأثير الإيجابي عليها مع الحرص على معرفة وضع المنافسين في السوق دون محاولات للإضرار والتجسس وغير ذلك من الممارسات.

ومراقبته بالطريقة التي تجعلني دائماً قادر على توقّع خطوته التالية لأتكيّف معها.

لماذا عليا مراقبته والتكيف معه أليس من الجيد التفوق عليه وسبقه بخطوات كثيرة حتى لا يتمكن مني، ليس كل التحالفات مع المنافسين أراها جيدة ربما في مراحل معينة للشركة عندما لا تكون لها القدرة الكافية للابتكار تكون التقاربات كاستراتيجيات جيدة لكن من الأفضل العمل بهذه الاستراتيجية كأقل حل.

ولكن ربما أنا ليس لي من الخبرة مثل بيل جيتس ربما استراتيجياته التكتيكية هذه هي ما ساعدته على الصمود في السوق وهذا التناقض في العلاقات في ريادة الاعمال والعلاقات الشخصية والمقولة ربما تنطبق أكثر على مجال الأعمال وليس العلاقات الشخصية.

سأكون مرتاحا أكثر إلى متابعة المنافس ومعرفة ما يقدمه من جديد فهذا جيد أما الاقتراب منه بدرجة كبيرة لأعلم قراراتهم الداخلية أو شيء من هذا القبيل فلا أعتقد أنه سيفديني لأنني سأكون منشغلا به أكثر من إدارة مشروعي الخاص ومحاولة تطويره بشكل أكبر فلو كنت صاحب قرار في المشروع المنافس ربما سيخونني غروري لرفض تقنية جديدة لديهم لأنها أفضل من مشروعي وهكذا، لذا الأفضل المراقبة من بعيد لأتمكن من التقدم عليهم وتطوير مشروعي.

لماذا أصفه بالعدو؟ هو منافس لي وليس عدوي، مسألة الإقتراب منه ومراقبة العمل هذا شىء من الطبيعي جدا، لو بحثنا عن دراسات السوق وعن الشرائح التسويقية وعن التسعير وعن كل دراسات الجدوى سنجدها قائمة على وجود منافس في السوق، الطبيعي أني أعلم كل صغيرة وكبيرة في السوق الخاص بي ومن منافسين، مسألة التمكين من عقد إندماج أو شراكات ترجع في المقام الأول الى زيادة في الحصه التسويقية مع التقليل من مستويات المنافسة، الا ترى بأن الإندماج أحيانا يكون أثر ايجابي على المدى الطويل؟

لا أرى داعي للاقتراب الذي يلغي الحدود المهنيّة بين الشركتين. ما أرى أنّه واجب في هذا الموضوع هو بناء علاقات مع المنافس على مبدأ أنّ بناء شبكة علاقات قويّة في مجال الأعمال هي من أهم النّقاط التي على اي رائد أعمال أن يتقنها حتّى ينجح. نعم أراقب من بعيد لأنّ المسافة الآمنة تعطيني قدرة أكبر على الملاحظة والمتابعة. أحاول أن أتعرف على استراتيجيات منافسي وعلى نقاط قوته وضعفه ثمّ أعمل على تطوير نفسي وذلك من أجل أن أتعلّم وأتطوّر. يعني وضع هذه الحدود ليس أمرًا هيّنًا لأنّه يتطلب الدقة والموضوعيّة.

كلمة "عداوة، عداء، أعداء" يمكن أن تأخذ الأمور لمنحى مختلف تماماً قد يصل في بعض الأحيان للثأر والانتقام. لذلك، أي شخص يعتبر أحدٌ ما عدواً له أول ما قد يفعله الابتعاد عنه. أما إن أخذناها من مبدأ "المنافس" فيمكن تطبيقها لما لا، بهذه الطريقة نبقى بالقرب منه ونحاول منافسته والأفضل هو من سيبقى.

ستيف جوبز وبيل غيتس بالنسبة لي هما وجهان لعملة واحدة فسنة 1979 عرضت شركة زيروكس على ستيف جوبز أن تستثمر في ابل ووافق ستيف جوبز على استثمارهم لمليون دولار بشرط إطلاعه على الأبحاث الخاصة بالشركة وبعدها سرق ستيف جوبز فكرة الماوس وشاشة المهام من زيروكس وإضافها لنظام الماكنتوش ليأتي بعدها بيل جيتس عام 1983 ليسرق فكرة شاشة المهام ويضيفها لويندوز وعندما انفعل ستيف جوبز واتهمه بالسرقة رد عليه بيل جيتس بما يعني يا عزيزي كلنا لصوص من زيروكس

أنا بالطبع لا أؤيد هذا الاقتراب الذي هدفه السرقة لكني لا انكر دوره في تطوير صناعة الحاسب الآلي وهنا تكمن الحيرة ما بين الرغبة في التطوير وأخلاقيات المهنة وأنا اختار الأخلاقيات على الرغم من كل شيء وأؤيد الاقتراب الذي يجعلني أفهم منافسي لأعرف نقاط الضعف لديه لأتفوق عليه