الارتباط العاطفي بين العميل والسلعة هو برأيي أعظم ما قد يبحث عنه صاحب أي علامة تجارية . فعندما يتحقق هذا الرّابط بين العميل والبائع يصبح من الصعب أن يتخلى العميل عن إخلاصه للعلامة التجارية وإن مرّت أعتى العواصف.

من أبرز المواقف التي تستوقفني في هذا المجال موقف قريبة لي بعد ارتفاع سعر خدمات التأمين للشركة التي أمّنت عندها على نفسها وأفراد عائلتها. فقد توقّعت أن توقف التأمين وتشترك مع شركة أخرى خاصّة أنّ الفارق صار شاسعًا في السعر بين ما تقدمه هذه الشركة ومثيلاتها. إلّا أنّ الغريب أنّها آثرت الحفاظ على تعاملها مع نفس الشركة التي كانت تمر بأزمة ماليّة ضخمة. وعندما سألتها عن السبب أخبرتني أنّ الشركة تقدّم باقاتٍ لا تقدمّها أي شركة أخرى بالإضافة إلى توفيرها لخدمة عملاء ممتازة وتنوّع ما تقدّمه من خدمات. وأمّا الأغرب من ذلك هو أنّ صديقتي تحدثت بشكل عاطفي عن ارتباطها بشركة التأمين التي تتعامل معها منذ عشرة سنوات وعبّرت عن ذلك بقولها

" من واجبي أن أدعمها في محنتها كما دعمتني في أوقات محنتي!

والآن سأعود لأفكر بشكل منطقي وبعيدًا عن التحيّز للشركة التي تمنح السعر الأقل. معظمنا يميل إلى التمسك بولائه للعلامة التجارية التي يتعامل معها وإن رفعت سعرها خاصّةً عندما يكون عميلًا واعيًا وفاهمًا لما يحصل من حوله ومتأكّدًا من أنّ ما يحصل عليه لن تمنحه إياه شركة أخرى. ومن هنا فقد توصّلت إلى خطّة أتبعها عندما ترفع العلامة التجارية التي أتعاون معها أسعارها:

1- أكون متأكّدة من ولائي لها وأبتعد عن المغريات الأقل ثمنًا

2-أثق بأن الجودة التي تقدّمها هي الأفضل

3- أستفسر عن سبب ارتفاع سعر خدماتها وهنا أمارس دوري كعميل واعي

لربما ستقولون عني أنّني عميل عاطفي، ولكن الأمر ليس كذلك بل إنّني ببساطة أسعى إلى الحفاظ على ولائي للعلامة التي تقدّم أفضل ما عندها.

وماذا عنك، هل تساند علامتك التجارية التي تشهد ارتفاعُا في السعر نتيجة أزمة تمر بها أم أنك تبحث عن البدائل؟