الكثير من روّاد الأعمال يميل إلى الاعتقاد بأنّ الاتصال الوثيق بالعملاء هو سر من أسرار النّجاح والتقدّم. يعني ما يراه هؤلاء أنّ تركيز المشروع على العميل أوّلًا وأخيرًا يغني عن أي أمر آخر. فيكفي أن تعرف احتياجات عملائك ورؤيتهم وأفكارهم وتعمل وفقها بدون الحاجة إلى التركيز على المتغيرات الأخرى. سؤالي لهؤلاء: وماذا عن التكنولوجيا؟ أليس من الأفضل لي كرائد أعمال أن أنطلق منها أوّلًا وأخيرًا؟ فإن أبقيت آلياتي نفسها وبشكلها التقليدي أمام عملائي الثابتين ألست أخاطر بأن يصبحوا عملاء لمنافسي المتطوّر؟

إليكم الآن ما حصل مع شركةGroup Borders وهي سلسلة متاجر كتب عالمية. فبعد أن تحوّل كل العمل باتجاه الشبكة العنكبوتية على شكل كتب الكترونيّة، أصرّت الشركة المذكورة على التركيز المستمر على توفير مساحات جذابة في متاجرها وعرض مجموعات متنوّعة من الكتب (إرضاءً لعملائها) بدل أن تجارِ الثورة الحاصلة في العالم التقني والتكنولوجي عبر تقديمها الكتب إلكترونيًّا. في نفس الوقت وعلى المقلب الآخر، كانت شركة أمازون تعمل على مواكبة التقدم التكنولوجي الحاصل وذلك من خلال توفير كتب الكترونية لعملائها بهدف تعزيز وجودها الالكتروني. هذا التطبيق الحرفي لمقولة قرأتها في كتاب لغز المبتكر لكلايتون كريستنس وهي "المبدأ القائل بأنّ المدراء الجيّدين يجب أن يبقوا على اتصال وثيق بعملائهم قد يكون أحيانًا خطأ قاتل".

وفي هذا الصدد يمكننا أن نصل إلى استنتاج هام وهو أنّ شركة بوردرز سعت أن تكيّف العالم وفق احتياجات عملائها وهو ما أبقاها ثابتة بينما شركة أمازون عملت على تكييف أعمالها مع ما يحصل في العالم وهو ما دفعها إلى تطوير أعمالها انطلاقًا بالكتب الالكترونية.

وماذا عنكم، هل تبقوون على اتصال وثيق بعملائكم؟ أم أنكم تروون أنّ هناك ما هو أهم منهم كالتكيف مع المتغيرات مثلًا؟