كان لديّ مشروع ناشئ ريادي لمكتبة إلكترونية في سوريا وأدرك فعلاً تحمّس الشبّان الذين من جيلي للانطلاق بمشاريعهم فوراً وتحقيق مبيعات عالية عبر توسيع قاعدة عملائهم مباشرةً وأخذ تمويلات رهيبة مباشرةً من المستثمرين للوصول إلى هذا الهدف، أدرك هذا الشعور جيداً، لكن هل وُفّقت بهذا الإطار من التفكير؟ 

لا نهائياً!

من تجربتي، إذا ما استطعت أن أعود في الزمن إليها سوف أقوم بشيء واحد مباشرةً دون تردد، سوف أقوم بالاهتمام بمنتجي وسحب تمويل من المستثمرين لتطويره أو حتى قد أغامر بكل أموالي الخاصة في سبيل ذلك ولو لديّ عميل واحد فقط وأنا أقوم بهذه المهمة، لإنني أدرك فعلاً الآن أنّ تطوّر أي مشروع هو موضوع تراكمي بطيء معتمد على منتجي أوّلاً وأخيراً.

أرى الكثير من الناس يؤمنون بأنّ التسويق والنمو السريع للوصول لعملاء كُثُر أمر أهم أو يوازي مسألة الاستثمار بتطوير المنتج ذاته مع قلّة العملاء، فهل أنت منهم؟ ولماذا؟