بيئة العمل السامة أمر موجود فعلاً ويتطلّب حلاً أم مبالغة موظّفين؟

أنت على حق أهي ياسر فبيئة العمل السامة قد تكون مشكلة حقيقية تؤثر على الصحة العامة والإنتاجية في العمل ولا ينبغي تجاهل هذا الأمر سواء كان الأمر متعمدا ومبالغا فيه أم لا، لذلك من الممكن تحسين الأمور عن طريق تعزيز ثقافة الاحترام والتوازن بين الحياة الشخصية والعمل وتقديم دعم نفسي واجتماعي للموظفين، وفهم حالتهم النفسية، ومن المهم أيضا أن تتبع الشركات سياسات وإجراءات للتصدي لهذه المشكلة وتوفير بيئة عمل صحية ومحفزة.

لأن لهذا الأمر تأثيرا كبيرا على واقع العمل.

يلفتني الصراحة السبب الذي قمت حضرتك بسياقه في معرض حديثنا عن الأمر، حيث أنني لاحظت بأنّك فعلاً غير مهتم أو لا تجد بهذه الإدعاءات الكثير من وجه حق أو أهمية، حيث أنّك قد طلبت أخيراً بأن يتم التحرّك وحل هذه المشكلات في بيئات العمل لإنّ هذا قد يسبب تأثيراً على واقع العمل بغض النظر عن تأثيره أصلاً على حياة ونفسية وجسد من يعيش هذه الأمور، الآن أسأل حضرتك: ما السبب الذي يدعوك فعلاً إلى التسخيف أو التقليل من أهمية هذا الأمر؟

الموظفون الذين يعانون من بيئة عمل سامة قد يفكرون في تغيير وظائفهم، مما يزيد من نسبة الاستقالات ويؤثر على استقرار الشركة.

لكن لماذا لا نقول انهم يستطيعون التأثير على بيئة عملهم و تغييرها للأحسن، يعني الأمر يستحق التجربة اذا كان مجال العمل او مكان العمل محبوب من طرف العامل.

و يمكن ان يكون ذلك عن طريق التواصل مع المدير والزملاء بشكل فعال وصريح وبناء. إبداء الآراء والمقترحات بأسلوب مهذب ومحترم والاستماع لآراء الآخرين بانفتاح وتقدير.

التعاون ايضا مع فريق العمل في حل المشكلات وتحقيق المهام المطلوبة. و تقديم الدعم والتشجيع للزملاء في الأوقات الصعبة والاحتفال بالإنجازات في الأوقات السعيدة.

أنا أتفهّم جداً بأنّ الموظف إنسان وحين يشعر بعدم الراحة فإنّ هذا قد يؤثّر فعلاً على إبداعه وانتاجيته وبالتالي على سير وواقع العمل ككل ولكنني أسأل الصراحة سؤالاً مختلفاً هنا: هو هل هذا التعب وعدم الراحة من قبل الموظف بسبب أمور قد طوّرها المجتمع حالياً في الثقافة السائدة جعلت وروّجت مشاكل تُعدّ مبالغ بها فعلاً في سياق حياة الموظف؟ أم أنّ الأمر فعلاً حقيقي ومؤثّر وصعب ويستدعي تدخّلاً سريعاً دائماً؟

كلنا قد عملنا بمثل هذه البيئات وأستطيع أن أؤكد على الأقل من تجربتي الخاصة ونظرتي الخاصة للأمور بأنّهُ لا وجود لأي شركة بالعالم قد يستطيع أن يدخل فيها أي موظف بدون أن يكوّن فيها عدو واحد ولو مقابل ألف صديق، هذا الأمر طبيعي ولا مفر منه، هو أمر نسبي عليه أن يتحقق دائماً ونحن علينا أن نتقبل الأمر، ولذلك أشكّ بأنّ هذا الأمر قد يكون فعلاً مبالغات بداعي الثقافة الحالية للناس.