أيّهم أفضل: شريك يملك المال الوفير أم الخبرة الاستثنائية؟

بل تحصيله هو ما يهدف إليه المشروع

كلام حضرتك صحيح مئة بالمئة ولكن تحصيل المال عبر المشروع كربح صافي مختلف تماماً وبالكليّة عن تحصيل هذا المال ذاته كتمويل، المنطق يختلف، الضغوطات تختلف، طريقة الاستخدام والإدارة وكل شيء، قد يكون أحياناً الكثير من المال نقمة حقيقية على المشروع، أمر سيء قد يجعل المشروع في عطب حقيقي بسبب بذخ في العمل لا يساوي الإيرادات اللازمة وبالتالي عدم تحقيق الربح الصافي الذي هو الهدف من المشروع كله.

ويمكنه الاستفادة من الخيارين، أن يكون شريك الذي يملك المال له نسبة مقابل ماله وأن يحدد للشريك ذو الخبرة نسبة بالاتفاق مع كافة الأطراف وفقا لخبرته ودوره إذا كان سيدير المشروع أو ما هي مسؤولياته بالتحديد، وما هي النسبة المقررة لذلك. وبالتالي يكون استفاد من الخيارين معا.

هذا ما ارشحه بالضبط .

لكن ان كان عليه ان ينطلق بفريق محدود جدا بالاضافة الى تفادي العوائق القانونية والتفكير في تفاصيل اخرى مرهقة ويريد وضع كل اهتمامه على المشروع سأرشح شخص واحد وهو صاحب المال كمشتثمر لا كشريك ، فمن خلال المال سيكون لذيه امكانيات اخرى لشراء خبرات متنوعة وليس خبرة شخص واحد فقط، لان عامل الوقت مهم جدا في هذه المعادلة، فلو كان المشروع لا يحتاج الى منافسة وضغط الوقت كنت سأرشح الخبرة على المال، لانها احسن وادوم، لكن بما ان الوقت في هذه الحالة أهم ، فالاحسن ان تتوجه لصاحب المال لكي يختصر عليك الامر اكثر.

سأتعامل معه كمستثمر فقط له نسبة من الشركة ومن أرباحها كيفما نتفق

ولذلك قلت المال الوفير، ولم أذكر أنّهُ تمويلاً عادياً، لإن المال الوفير قد يجعله يفاوض لا على نسبة طبيعية عادية من المشروع بل على الشراكة وربما أيضاً على الشراكة التي تميل إليه، ولذلك برأيي لا يمكنك استبعاده للاستثمار الطبيعي، إما شريك أو لا، ثمّ الآن تعال لنقارن هذه الشراكة بالمال الوفير مقابل الشراكة بالخبرة الكثيرة الجمّة، الخبرة التفصيلية الدقيقة، هنا تأتي المفاضلة، أيّهما تختار؟

ولذلك قلت أنّ المال الذي يدخل به الرجل مال وفير، لن يقبل أي شخص يدخل بمال كثير وفير أن يتخذ صفة مستثمر طبيعي بنسبة أرباح تقل عن 50% بالتأكيد سوف يحرص على شراكة مناصفة أو ربما شراكة تميل نحوه أيضاً، ولذلك السؤال يأتي الآن، أيّهما تختار في هذا الموقف، صاحب الخبرة التفصيلية الكبيرة فعلاً، الذي عنده جواب لكل سؤال أم صاحب المال الذي تقريباً لا ينضب لأجل مشروعك؟

هذا يعني انك صاحب الفكرة فقط و ليس لديك لا مال و لا خبرة؟

معظم من يبدأ مشاريع ناجحة بالمناسبة هكذا يبدأ، لا مال ولا خبرة، لإنّ الخبرة أمر يجيء بالممارسة، الخبرة مختلفة كل الاختلاف عن العلم والمعرفة، الكثير مثلاً من طلاب الهندسة المعلوماتية قد يفشلون إذا وضعتهم بإدارة مشروع معلوماتي لإنشاء تطبيق مثلاً أو أي مشروع تقني آخر، لإنّهُ يفتقد الخبرة، كل ما يملكه أمور نظرية لم يطّبقها فعلاً بنفسه ببيئة محفوفة بالمخاطر.

قلّة من يختارون خيارك للأمانة إلى الآن من حيث الأصدقاء الذين سألتهم، المال مغري دائماً للناس، وهو بالنسبة لهم الذي يقدّم الحلول السحرية، لا الخبرة، حيث يقول أحدهم مثلاً: الخبرة قد تقف عاجزة أحياناً عن شراء الموارد لتنفيذ كذا وكذا وكذا - ولكن يستحيل أن يعجز المال فعلاً عن شيء، لإنّهُ يستطيع حتى شراء الخبرات والقيام بأكثر الأمور عجائبية فيه، وهذا مثال يضربه مثلاً الكثيرين في كيفية نهضة أخواننا في دول الخليج.

ولكن فكّري معي من خلال هذا الموقف مثلاً، شخص لديه شريك خبير في المجال جداً، في تفصيلاته ودقائق أموره، الآن هذا الشخص يتعرّض بمشروعه لمشكلة، يطلب من الخبير حلّها، يقول له الخبير نحتاج موارد كذا وكذا، يعجز الشخص أن يشتري هذه الموارد وأن يؤمنها، يطلب من الخبير حلول أرخص يعجز عن ذلك فيتوقّف المشروع أو يصاب بشلل مؤقت، الآن ذات المشكلة مع شريك مقتدر لن تضعنا بهذا الموقف، يمكننا شراء الخبرات عبره والموارد أيضاً.

ألا تعتقد أن الشخص الجديد على السوق يحتاج إلى الخبرة بشكل أكبر بكثير من الشخص الذي نجح أصلاً ولا يحتاج إلا لأموال لتوسيع نجاحته؟ ما الذي يجعل حضرتك تطرح الأمر معكوساً تقريباً؟ أي شخص يدخل في أمر جديد عليه من الطبيعي أن يطلب المساعدة قبل المال، حيث سيطلب مالاً، الكثير منه فقط حينما يصل إلى مرحلة يشعر بها بضرورة التوسع وأهميته وسهولته بناء على الخبرة أصلاً.