واحدة من العمور المؤسفة التي نراها مؤخرا هي عملية تكميم الأفواه التي تجري في بلدان كنا نعتقد أنها منبع الحرية ومنبع التعبير والتسامح والمسالمة بين الناس.

اتضح في النهاية أن الأمر الأقوى وأن من يملك القدرة يستطيع أن يفرض ويغير في القوانين، بل ويغير استساغة الرأي العام وذوقه لما يجري.

واحدة من الأمور التي أريد مناقشتها اليوم هو ما يفرض من قيود على العاملين في الغرب في مجال تعاطفهم مع قضية أو أخرى، في مجال تحديد حياتهم الخاصة، في مجال معاقبتهم وطردهم من الوظيفة على إعجاب أو تعليق يقومون به على شبكات التواصل الاجتماع.

وربما بل أكثر من ذلك بل يتعرض الأمر إلى سجن خمسة أو سبعة أعوام مثل الذي يحدث في فرنسا لمن يتعاطف مع القضية الفلسطينية في الأيام الأخيرة.

الأمر الذي يجعلني أتساءل بشكل منطقي، إن كنت موظفك وكنت تعطيني الراتب على عملي وجودتي، ما شأنك إن كانت لي آراء معينة تخالفك؟ ما شأنك إن كانت لي توجهات معينة؟ ما شأنك إن تعاطفت مع ناس دون آخرين؟ ما شأنك إن تمنيت الحياة لبعض الأبرياء؟!

هل هذا سيؤثر على جودة العمل؟ هل هذا سيؤثر على ما أقدمه لك وعلى عقد العمل الذي بيننا؟

إن كان يعني ذلك أنه سيكون مشاحنة بين أفراد الطاقم العمل فالمشاحنة لأجل آراء قد تكون لأجل نادي كرة القدم! المنافرة والمشاحنة قد تحدث لأتفه الأسباب، فهل علينا أن نفصل من يشجع ريال مدريد لأنه قد أزعج الذي يشجع برشلونة؟