من أكثر المواقف التي أغضبتني يومًا كعميلة حينما اشتريتُ خبزًا أبيض من إحدى النوعيات الشهيرة في المنطقة ليتبيّن لاحِقًا أنّه فاسد! أصابني مشهد البقع التي تنتشر على الخبز بسبب العفونة بالذهول والغضب بآن معًا إذ أنّه كيف لعلامة تجاريّة تحترم نفسها أن تتراخى بصحّة عملائها وتسمح بحدوث هذا الخطأ الذي قد يكون مميتًا! فما كان مني إلّا أن اتّصلت بالشركة على الخط الساخن وأبلغتهم بالأمر وقد نقلوا حينها الاتّصال فورًا للمدير الذي أبدى تضامنه معي ووعدني أن يتحقّق من الأمر بحيث لا يتكرّر أبدا. بعد مدّة عاودوا الاتصال بي ليبلغوني أنّ المشكلة هي في سوء إدارة التخرين الخاصّة بالمتجر وقدّموا اعتذار ثانٍ عن هذا الأمر.

بعد هذا الموقف، صرت أفكّر " ولكن كيف تحم أي شركة نفسها من مخاطر السمعة بسبب خطأ لا ذنب لها فيه؟ فمثلا في حالة الشركة التي تحدّثت عنها فهي توزّع الخبز على أكثر من 1000 متجر على المتاجر في الأراضي اللبنانيّة، لذلك فمن المستحيل أن تستطيع أن تشرف على رقابة إدارة المخزون لكلٍّ متجر من هذه المتاجر.

ومن الإسقاطات الواقعيّة الأخرى حول هذا الأمر شركة أمازون الشهيرة ومن منّا لا يعرف أنّها من أولى الشركات الرائدة في مجال التجارة الالكترونيّة. إلّا أنّها وبالرغم من نجاحها المدّوي فلديها أحيانا سمعة غير حسنة بما يتعلّق بإيصال منتجات معطّلة وتالِفة وما لكم إلّا أن تطالعوا صفحة المراجعات الرسميّة لتجدوا عشرات الشكاوى حول الأمر. السبب ليس في أمازون نفسها بل في مقدّمي الخدمات أنفسهم 3rd party. ولكن حتى لو لم تكن الشركة مسؤولة وذات سمعة حسنة فإنّ تكرّر هذه الأمور يعرّضها لمخاطر السمعة ولانخفاض الطلب على منتجاتها أو خدماتها.

ومن هنا، كيف تتصرّف كرائد أعمال إزاء هذا النوع من المشكلات ( أي سوء إدارة منتجك من قبل المتاجر) وخاصّة إذا كان عددها كبير ولا إمكانيّات لمتابعة أدائها إزاء هذا الأمر؟ وكيف تتجنّب حدوثها أصلا؟