في وسط اللوح وضع أستاذ مادّة التسويق المقولة الآتية : "المنتج الذي لم يحقق ربح بدون إعلانات لن يحقق ربحًا مع إعلانات" اشرح هذا القول من خلال أمثلة من محيطك.

لم تكن الإجابة عن هذا السؤال أمرا هيّنًا إذ أنّني لم أتصوّر أصلا وجود شركات في القرن الواحد والعشرين لا تعتمد طرق التسويق التقليدية والحديثة. ولكنّني عدّت وتذكّرت محل الخضار الذي فتح على زاوية الشارع وسط مدينتي وما لبث أن أغلق أبوابه بعد 3 أشهر من افتتاحه. كان المفاجىء بالأمر أنّه في انطلاقته لم يقم بأي إعلان ترويجي لتعريف أهل المنطقة بأنّ هناك محل خضار قريب فتح أبوابه حديثا (بالرغم من أنه مشروع كبير الحجم) . وبعد شهر من افتتاحه وجدت إعلانا مدفوعا على صفحة المنطقة يروّج للمحل وعن الخضار والفواكه الغير عضوية التي يبيعها وتميز أسعاره وتتوسطه جملة " لا تتردد ولا تحتار منتوجاتنا الغير عضوية أفضل خيار." ولكن مهلًا، هل تظنّون أنّ الإعلان نجح في جذب عملاء؟

كلا، لقد فشل فشلًا ذريعًا لأنّ سبب المشكلة لم يكن الإعلان وإنّما ضخامة المشروع والذي لا يتماشى مع كونه يعمل داخل منطقة غير مكتظّة بالسكّان.

على النقيض من ذلك ومن الأمثلة التي نجحت في تحقيق أرباحِ عالية واكتساح السوق بدون إعلانات " شركة تسلا للسيارات الإلكترونية" . وقد كان نجاحها قائِمًا على اعتمادها التسويق الشفوي لجذب عملاء جدد وهو الذي يرتكز على حديث العملاء عن تجربتهم الحسنة في استخدام منتج ما مع عملاء آخرين. وهذا الأمر يشجّع العملاء أن يحذوا حذو أقرنائهم. ومن أهم شروط تحقيق التسويق الشفوي أن يكون المنتج ممتازًأ ويلبّي توقّعات العملاء. وبالفعل فاليوم يقوم عملاء شركة تسلا بتصوير أنفسهم أثناء قيادتهم لسيّاراتهم الفارهة وهو أهم أسلوب تسويقي يمكن أن تعتمده أي شركة : على الأقل برأيي الخاص . وأمّا الأهم حول التسويق الشفوي هو أنّه لا يتطلّب أي إنفاق من قبل الشركات.

برأيكم، هل يمكن أن تعتمد المشاريع الناشئة والشركات الكبرى على التسويق الشفوي كبديل لسياسات التسويق التقليدية والإعلانات؟ وما هي الشروط التي يمكن أن تساهم في نجاح المنتج دون إعلانات؟