أحد أعظم التحديات التي نواجهها هي القدرة على الموازنة بين الحياة الشخصية والمهنية. بالنسبة لي فإنّني أؤمن أنّ الموازنة بين كلاهما هو أمر مستحيل أن يتحقق، فإمّا الحياة الشخصية وإمّا المهنية.

منذ مدّة حضرت تدريب تحت عنوان "الموازنة بين الحياة الشخصية والمهنية في العمل عن بعد". وبما أنّني أعمل عن بعد ، فقد كنت من أول المعنيين بهذا الموضوع .

وقد كان محور الحديث عن أنّ العمل عن بعد هو أكبر فرصة للفرد كي يحقق التوازن نظرا لتوفر الميّزات التالية:

١- مرونة الزمان والمكان في إنجاز الأعمال وهو ما يتيح وقتا أكبر للفرد للتفرّغ لحياته الشخصية مع وجود قدر أكبر من الاستقلالية

٢- تقليل التوتر والضغط المرتبط بالحضور إلى مكان العمل نتيجة عدة عوامل (زحمة السير، ضغط الوقت...) وهو ما يخلق بيئة عمل إيجابية وغير ضاغطة تحافظ على الحباة الشخصية للموظف.

ولكنني ومن تجربتي أرى أنّ العمل عن بعد يعيق تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.

في العمل عن بعد، تنعدم

الحدود الزمنية بين العمل والراحة. ففي العمل العادي في المكتب، يكون هناك حدود زمنية واضحة لساعات العمل. ومع ذلك، في العمل عن بُعد، كثيرا ما تمتد ساعات العمل حتى تشمل أوقات الراحة والأوقات الشخصية، وهو ما لا يساعد على تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، فنجد أنفسنا في محاولات كثيرة لنتمكن من التغلب على هذا الأمر دون جدوى أو حل فعال.