أحد أصدقائي لديه شركة ناشئة في مجال التجارة الإلكترونية، وعندما كان في البداية حيث حجم فريق العمل كان صغيرا وكانت أجواء الشركة أسرية ويتعامل الجميع معا بدون أية حواجز، فغلبت الأجواء غير الرسمية على الثقافة المؤسسية للشركة.
كان صديقي يقوم بعدة مهام متنوعة نظرا لصغر حجم الشركة، فكان يقوم بعمل مهام قسم الموارد البشرية مع إدخال الحركات المحاسبية بالإضافة لباقي مهامه الاعتيادية في إدارة ومتابعة أداء فريق العمل وتحفيزهم وتوجيههم.
الموظفون أيضا كانوا يقومون بعمل عدة مهام قد لا تندرج كلها ضمن وظيفتهم الأساسية ولكن كان الحماس في بيئة العمل وهم يحققون النجاحات المتتالية مع زيادة حجم المبيعات يشكل حافزا كبيرا لهم للإخلاص في العمل مما جعلهم استباقيين لتحقيق أفضل النتائج.
ولكن نظرا لزيادة حجم المهام المتنوعة التي كان صديقي ملزما بها للمحافظة على ذلك الأداء الاستثنائي والتي أثرت سلبا على حياته الشخصية حيث كان يضطر للجلوس في المكتب لأوقات متأخرة من الليل ويغادر المنزل في الصباح الباكر لكي يستطيع إنجاز أكبر قدر من المهام اليومية، مما اضطره للتفكير في نصيحة من أحد أصدقائنا بضرورة تعيين مديرا تشغيليا يساعده في إدارة مهام الشركة ويكون له سابقة خبرة جيدة في مجال التجارة الإلكترونية ليستفيد من خبراته في تطوير العمل وليتمكن صديقي من عمل التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.
وبالفعل رشح له صديقنا والذي كان يعمل في شركة تجارة إلكترونية عالمية وهي الأشهر في العالم تقريبا بأن أحد أعضاء فريق عمله الذي كان يعمل معه سابقا وكان من الموظفين البارعين في تحقيق النتائج قد انتقل للعمل في شركة أخرى منذ فترة بسيطة ولكن لم يوفق فيها وهو يبحث الآن عن وظيفة جديدة وغير متاح له العودة مرة أخرى لتلك الشركة العملاقة ولكنه على دراية تامة بكافة تفاصيل التجارة الإلكترونية ويمكنه إفادة شركة صديقي جدا ونقل خبراته في تلك الشركة العملاقة لشركة صديقي.
فبرأيك هل تعيين هذا الموظف الجديد الذي له سيرة نجاح لامعة في المجال في أكبر شركة تجارة إلكترونية في العالم هو الاختيار الأصوب؟ أم أن عليه أن يبحث عن الشخص الذي عمل في شركات مشابهة أكثر من حيث الحجم والثقافة المؤسسية الذي يغلب عليها الطابع الرسمي؟
التعليقات