منذ أيام، صادف أنني كنت في إحدى المخازن الكبرى عندما لفت انتباهي صوت أحدهم وهو يؤنب موظفا في قسم أدوات التنظيف قائلا " إذا لم يعجبك المعاش بإمكانك الرحيل منذ الآن وأجد عشر بدائل أفضل منك ." الصراحة أصابني الموضوع بالاستياء والأرق نتيجة الأسلوب الذي كان يتحدث به هذا الشخص والذي اكتشفت لاحقا أنه صاحب المخزن.
وهنا سألت نفسي " هل من الصواب أن يمارس صاحب العمل سياسة الاستغناء؟" أو بمعنى آخر " هل يحق له أن يذكر الموظف بين الحين والآخر أنه يستطيع التنازل عنه؟"
برأيي، طبعا لا. فالموظف الذي يشعر دائما أنه سهل الإقصاء يصاب بالإحباط النفسي ويصيبه النفور من بيئة العمل خاصة مع غياب الحافز المادي (الأجر). كما أن أدائه يتراجع نتيجة عدم شعوره بتقدير الآخر له وهو صاحب العمل، فوجوده كما عدمه بالنسبة له وهو ما لا يصنع فرقا في حالة ارتفاع انتاجيته. إلا أنني أعتقد أننا نشأنا في مجتمعات لا زالت تسيء معاملة المورد البشري والذي على أساسه تقوم أعظم الشركات.
في المقابل فقد قرأت منذ فترة وأثناء تصفحي للفيسبوك عنوانا لمقالة لم يتسن لي الاطلاع عليها جيدا تتحدث عن فكرة الاستغناء عن الموظف على أنها لا تصبح مشروعة فقط بل مطلوبة في بعض الحالات. إلا أنني من أنصار التمسك بالموظف حتى الرمق الأخير بسبب عدة اعتبارات يدخل ضمنها كلفة استبداله وإمكانية العمل على سد الثغرات في أدائه من خلال الدورات المكثفة والمتابعة عن قرب. فأنا أؤمن أن هذه الجهود لا بد أن تعطي نتيجة.
والآن وبالنسبة لكم، هل أنتم من أنصار الاستغناء عن الموظف أم أنكم تفضلون التمسك به وإعادة تأهيله على خسارته؟ ولما ذلك؟
التعليقات