حين أُدير مشروعي الناشئ وخاصّة في البدايات كيف يجب أن أخلق وأحقق كرائد أعمال ومدير توازناً مدروساً بين توفر السيولة النقدية وتطوّر منتجي؟
في بداية مشروعي الناشئ، كيف أحقق توازناً مدروساً بين توفر السيولة النقدية وتطور منتجي؟
سؤال مهم، فالكثير منا يدخل حقل ريادة الأعمال وهو يعتقد أن الحياة وردية فينفق، ويطور، ولا ينظر لحجم مبيعاته إن كان يستحق التطوير أم لا. وبالتالي خلال فترة وجيزة تجده أعلن إفلاسه..
لذا عملية التطوير محكومة ببعض المعايير منها:
- تلبية لرغبات العملاء.
- وجود خلل معين يحتاج لإجراء التحسينات
- وجود منتج منافس أو تحديثات معينة على الاستخدام.
- تحسينات طبيعية لابد من إجرائها كل فترة ، ولكن هذا الدافع في بداية المشروع لا يثار ولا داعي لإجرائه قبل انتهاء العام الأول.
وبالتالي أقوم بتقييم الحالة التي أنا عليها، وأدرس مدى تأثير التغيير والتطوير على حجم مبيعاتي فإن كان سيؤثر بشكل قوي ، أقوم بهذا العمل أما لو كان لن يؤثر فلا داعي له.
في حال كان تأثيره إيجابي علي أن: أحسب تكلفة الإلتزامات التي علي دفعها للمشروع في الفترة ما قبل دخول إيرادات جديدة. فلو كانت عملية التطوير ستأخذ مني شهرين من أجل الحصول على ايرادات جديدة أقوم بحساب كل الالتزامات المطلوبة مني مثل :( أجور العمال، فواتير، رسوم حكومية، مواد خام.....) خلال هذه الفترة وأضيف مصاريف شهر إضافي لأحمي نفسي من أي خلل. ثم أقوم بعملية التطوير. والأصل أن المال لم يوجد من أجل الإدخاؤ وإنما من أجل الاستثمار .
والأصل أن المال لم يوجد من أجل الإدخاؤ وإنما من أجل الاستثمار
ألا يجب أبداً أن يُشكّل المشروع التجاري برأيكِ أي احتياطي مالي من عائداته حمايةً لهُ من التقلّبات وهذا الإدخار يكون بعيداً أصلاً عن التدفّق النقدي المُخصص للالتزامات، بل هو عائد يُدخر فقط كاحتياطي مالي للمشروع؟.
في المراحل الأولى لإطلاق أي مشروع من المهم التركيز على هدف واحد. فبرأيي ليس مطلوبا تحقيق التوافق بين كلى الأمرين فكل هدف من هذين الهدفين لمرحلة مختلفة تماما. فتوفر السيولة هو الهدف الأولي لأي مشروع في بداياته أذ أن المخاطر ترتفع في إنطلاقة ي مشروع ومن المهم إمتلاك الملاءة المالية لمواجتها. وبعد إنقضاء الفترة الأولية يمكن العمل على وضع جزء من الأرباح جانبا لتطوير المنتج. فتوفر السيولة هو هدف أساسي وأما تطوير المنتج فهو هدف ثانوي أي أن الهدف الأول أولوية وأما الثاني أقل أولوية. وتحقيق الأول هو شرط لتحقيق الثاني.
وبعد إنقضاء الفترة الأولية يمكن العمل على وضع جزء من الأرباح جانبا لتطوير المنتج.
ولكن تطوير المُنتجات بالعادة يساهم بكل تأكيد في جذب مبالغ ومبيعات أكبر أحياناً، فلم على رائد الأعمال الاحتفاظ بمال لا يعنيه إذا كان لن يُستخدم إلا في بعض الإصلاحات وسيُدخر بجزء كبير منه لإعادة توظيفه في مشاريع التطوير للمنتج.
فتوفر السيولة هو هدف أساسي
لديّ سؤال هنا أيضاً، ما هي السيولة الكافية التي تُحدد لكل مشروع؟ كيف نحدد فعلاً بأننا اكتفينا من السيولة النقدية وكل دولار يتم الاحتفاظ به حالياً هو فائض عن الحاجة؟
بما ان مشروعك ناشئ أو قيد الإنشاء فمن المهم التركيز على المنتج نفسه وبعد مدة معينة تفكر في تطويره او حتى تحقيق أرباح وسيولة نقدية من المشروع.
لكن بعدما تنقضي هذه المدة التي تحددها خلال الدراسة، تكون قد تكونت لديك نظرة عن السوق وتفاعله مع المنتج، الطلب، الآراء المرجعية، نسبة الإيرادات وغير ذلك. بواسطة هذه البيانات التي تجمعها سوف تسطيع الأمور التي تحتاج لتحسين وتطوير في منتجك بما يتوافق مع حاجة العملاء وطلب السوق وفقًا لميزانية دقيقة لكي تتجنب العجز لاحقًا.
ومع التعديل للمنتج يمكنك فحصه من قبل عينات تطرحها على السوق والعملاء ومعرفة آرائهم بها.
عادةً في انطلاقة أي منتج يحقق قفزات هائلة في البدايات من حيث المبيعات ما تُشكّل فرصة رائعة لتجمّع وحصاد مالي كبير وخاصّة في العمر الأوّل للمشروع، لذلك ألا تعتقدي حضرتك فعلاً بأنّ هذا المال من الواردات إذا تمّ استخدام جزء كبير فوراً لتطوير المنتجات فهذا يعني أنّ المُنتج حين يعود إلى مستوياته الطبيعية بعد فترة من حيث المبيعات أو يعود إلى أقل من الطبيعي فهذا سيسبب عوزاً في مسألة السيولة المالية وبشكل مبكر؟
يعتبر تطوير المنتج وتوفير السيولة عملان مهمان في إدارة المشاريع فلابد من الموازنة بين كل منهما ويكون ذلك باتباع بعض الخطوات كالتالي:
- وضوح الخطة وترتيب الأولويات ، وتحديد الجوانب المهمة الازمة لتطوير المنتج
- متابعة التكاليف بشكل دقيق والتحقق من تناسبها مع الميزانية المتوفرة مع عدم التعدي على الجانب المخصص لسيلولة النقدية .
- إدخال فكرة التفاوض مع الموردين في كيفية الدفع بحيث يتم تقسيم الدفع على مراحل متعددة يوفر تطوير المنتج وبذات الوقت توفير سيولة نقدية أفضل من خسارتها مرة واحدة.
- المراقبة المستمرة والمتابعة الدورية الدائمة لسيولة النقدية في المشروع ومتابعة الصادر والوارد بكل تفاصيله .
التخطيط والمراقبة كفيلان في موزانة الوضع العام للمشروع حتى لا يصل لأي أزمة فجائية.
إدخال فكرة التفاوض مع الموردين في كيفية الدفع بحيث يتم تقسيم الدفع على مراحل متعددة يوفر تطوير المنتج وبذات الوقت توفير سيولة نقدية أفضل من خسارتها مرة واحدة.
هذه فكرة رائعة ولكنّها بحسب صديق لي يعمل على مشروعة الصغير قال لي أنّها قد تسبب أحياناً ارتفاع في أسعارهم لما قد يتحمّلوه من تأخير في استلام دفعاتهم المالية وجهد أكبر في مسألة اتمام الصفقات.
التعليقات