كتب صديقي منشور على منصة فيسبوك قبل أيام عن الأمور التي لاحظها في العمل بعد إنتقاله إلى لندن، عن الأسلوب الإداري في العمل والذي كان يختلف كُليًا عن جميع الشركات التي عمل بها في البلاد العربية. جعلني حديثه أفكر في الفرق بين الأسلوب الإداري الذي تتبعه الشركات في البلاد المتقدمة والإدارات لدينا البلاد "غير المتقدمة".
ليس محاولة أو إيمان كُلي بأن الغرب أفضل ولكن دعونا نرى السمات التي تعتمد عليها الإدارة في البلاد المتقدمة التي تجعلها صحية ومُهيأة لخدمة مصلحة العمل:
- توظيف مساعدين يعتمدون عليهم بصورة كبيرة لإنجاز الإجراءات اليومية مما يتيح للمدراء الوقت للتخطيط وإنجاز المهام الإدارية.
- لا يعتمدون على نظام مركزي، مما يجعل الموظفين يشعرون بقيمتهم في العمل ويزيد الشعور بالولاء لديهم وبالتالي زيادة الكفاءة لتحقيق أهداف الشركة.
- يضعون أنظمة وقوانين واضحة وحديثة لا تحتمل التحايل لخدمة المصالح الشخصية ولا تضع مجال للاستثناءات.
- ينمون مبدأ الثقة داخل الشركة، لا يعتمدون على الورق في إتمام الإجراءات، وتتم كثير من الإجراءات والتعليمات على الهاتف وشفهيًا.
- الاعتماد على النماذج المُعدة والمطبوعة مسبقًا لكثير من الإجراءات لزيادة الوضوح وتقليل الإجهاد.
- تركيز جهود العاملين في اتجاه تحقيق أهداف الشركة بعيدًا عن التعقيدات الإدارية التي تستنزف وقت العاملين.
أما لو ركزنا في أسلوب الإدارة لدينا فنلاحظ ما يلي:
- الأهداف، والأنظمة، والإجراءات في الشركات غالبًا غير واضحة مما يؤدي إلى الكثير من المشكلات والإحباط لدى الموظفين.
- كثرة الأعمال الورقية لدى المدراء والموظفين الأمر الذي يؤخرهم عن الأعمال المهمة.
- لا يوجد منهج ثابت لاتخاذ القرارات المدروسة وحل المشكلات.
- كثرة الاجتماعات غير الضرورية، والتي لا يكون مجال للموظفين فيها لإبداء الرأي أو مشاركة النقاش.
جميعنا نعلم أن بيئة العمل لدينا تعاني من كثير من المشكلات تبدأ من الإدارة نفسها، برأيكم ما أسباب الضعف الإداري في بلادنا؟ وكيف يمكن جعل بيئة العمل لدينا صحيّة ومُهياة أكثر للعمل؟
التعليقات