لا أُخفي عليكم ولائي وحبي لعملي ليس هو دافعي الدائم والوحيد لِنهوض صباحًا للعمل، دائماً ما كنت شغوفةً تجاه عملي وإنجازاتي، وهذا لا يمكن إنكاره ولكن حديثاً باتت هناك أسباب تجذبني لبيئة العمل بشكل أكبر، فأصبحت أترقب وأتجهز مبكراً بكامل نشاطي لتواجد مع أصدقائي ولانضمام لمجموعتي الخاصة والملاحظ أني لم أقل فريق العمل الذي أعمل معه. هل هناك فرق بينهما؟ ولو كان هناك فرق ما الذي يجعلني أنتمي لمجموعات أخرى غير فريق العمل الخاص بإدارتي؟

نعم أصدقائي بالفعل هناك فرق، فمثلاً عملي في إدارة الموارد البشرية يجعلني أقع في دائرة وقسم الموارد البشرية ويتطلع مني أن أنجز وأخرج بنتائج فعلية لتحيق الأهداف المنوطة إليّ، ولكن انتمائي لمجموعة ضمن إطار هيكل غير رسمي يجعلني أكون صدقات وولاء اجتماعي لمجموعة من العاملين وليس شرط أن يكون ضمن إطار القسم الخاص بي .

والآن دعوني أقوم بمفارقة سريعة بين الهيكل الرسمي والهيكل غير الرسمي في المنظمات، هناك فوارق رئيسية يمكننا الحكم من خلالها بينهما، فالهيكل الرسمي ينظم علاقة الأقسام والإدارات بعكس الغير رسمي فهو ينظم الجماعات، يتم التقسيم في الهيكل الرسمي تبعاً لتلائم المهني والوظيفي بينما في الهيكل غير الرسمي تكون الجاذبية الاجتماعية هي المحرك، أما بالنسبة للقوانين السارية ففي الهيكل التنظيمي الرسمي تكون قوانين مخططة لها وثابتة بخلاف غير الرسمي التي تكون باتفاق مشترك بين أعضاء الجماعة وبالنهاية الهياكل الرسمية تسعى لتحقيق أهداف الأعمال بينما الهيكل غير الرسمي يسعى لتحقيق وإشباع حاجات متنوعة للأفراد .

ولكن ما الدافع الذي يجعلنا كعاملين نرغب في الانضمام للهياكل غير الرسمية في العمل هناك عدة دوافع

• الرغبة في إشباع الحاجات الإنسانية والاجتماعية: نسعى بكوننا اجتماعين لتفاعل في علاقات تعمل على تغذية الجانب الإنساني والاجتماعي لدينا.

• الرغبة في تحقيق مصالح ومنافع مشتركة

• التشارك في إشباع اهتمامات مشتركة.

• الشعور بتحقيق الذات والاعتزاز بالإنجازات.

والآن أعتقد جميعنا نُدرك مدى أهمية وجود الهياكل غير الرسمية في المنظمات، برأيكم ما هي الفوائد المنعكسة على الأفراد وعلى المنظمة؟ وهل هناك عيوب للهياكل غير الرسمية في المنظمات؟