بينما كنت أرتب تقريراً عن عملي كان هناك بعض النقاط الواجب تضمينها كنوع الهيكل التنظيمي الذي نعمل به، ولبرهة أدركت اني لا أعلم ذلك الأمر فتوجهت لإدارة التخطيط لمعرفة النظام الهيكلي الذي تعمل به الشركة لدينا. ومن هنا وجدت الحاجة لتوجيه السؤال لكم، هل تساءلتم أنفسكم يوماً، ما هو الهيكل التنظيمي الذي تعمل به شركاتكم؟

ربما يعلم الكثير منا كيف تسير الأمور ولكن لا يدرك ما هو بضبط نوع هذا الهيكل وما يميزه عن غيره، بداية دعوني أوضح المقصود بالهيكل التنظيمي هو عبارة عن تنظيم يقوم بضبط وتحديد الكيفية التي ستسير عليها النشاطات داخل الشركة من أجل الوصول لتحقيق الأهداف وتتضمن النشاطات المسؤوليات، الأدوار، والقوانين. ويطلق عليه عادة العمود الفقري للشركات.

واليوم سأركز الحديث على بعض أنواع الهياكل التنظيمية

1-الهيكل الهرمي: وهو ما يطلق عليه الهيكل البيروقراطي وهو الأكثر شيوعاً بالهياكل التنظيمية، وندرك طبيعته من تسميته هرمي أي أن هناك وجود مستويات وسلطات متعددة ، وتكون القيادة في الأعلى ويليها من هم أقل في مكان الوظيفي ويكون مقسم على أسس الوظيفة أو على أساس المنتجات المقدمة . برغم من كثرة العيوب المنتقدة لهذا النظام إلا أنها هناك ميزات له، مثل: يعزز ولاء الموظفين لأقسامهم بالعمل الجماعي، إضافة لفرصة الترقية وهذا يعزز التطوير لدي العاملين، ولكن لا ننكر العيوب نظام بيروقراطي ويعمل على الحد من الابداع والابتكار.

2-الهيكل الوظيفي: جوهره يكون قائم على تقسيم وتوزيع الإدارة حسب الأدوار والتخصصات، مثل تقسيم الشركة لأقسام التسويق، والعمليات، والمبيعات. ويوفر هذا النوع عدة ميزات منها تحديد الأدوار بدقة ووضوح، إضافة لتحسين وتسهيل الإنتاجية، وتعزيز فكرة التطور بنفس التخصص. بالمقابل هناك عيوب تشوبه بطبع مثل ضعف التواصل بين الموظفين بسبب تقسيم الإدارة عن بعضهم، خلق فواصل وحواجز بين الوظائف هذا يمكن أن يحد من الابتكار.

3-هيكل المصفوفة: أكثر العاملين بهذا الهيكل هو الشركات الكبيرة متعددة الجنسيات، فيكون قائم على جمع الموظفين أصحاب المهارة المتشابهة وعملهم تبعاً لمدير واحد يقوم بتقييم الأمر، فهذا الهيكل يتطلب من ناحية مدير توظيفي مشرفاً على المشاريع القائمة، ومديراً منتجاً يدير استراتيجي المنظمة ليقودها لنجاح. ومن أهم ما يميز هذا الهيكل هو توفير مرونة في بيئة العمل إضافة لتوزان في صنع القرارات، السماح بتواصل بشكل تشارك وذو مساحة كبيرة، أما العيوب فتتلخص في عدم وضوح اين هي مركزية السطلة، المتابعة المالية والإنتاجية ليست سهلة بالمطلق، سيقلل من جودة وكفاءة المؤشرات الرئيسية.

4-الهيكل المسطح: يشار أيضاً له بالهيكل الأفقي، وغالباً ما نجده لدى الشركات الناشئة والصغيرة تبعاً لقلة الموظفين بها، فهو يعتمد على وجود إدارة عليا وموظفين مع منح الموظفين المسؤولية وتفويضهم للأعمال واتخاذ القرارات دون التدخل كما يحدث بالهيكل الهرمي وإنما بالمتابعة فقط وهذا يعزز الإنتاجية، وأهم ما يميز هذا النوع يعتبر اقتصادي من حيث خفض التكاليف بسبب إلغاء الإدارة الوسطي ، بناء علاقات بين المرؤوسين والمدراء بشكل اكبر من باقي الهياكل، عملية اتخاذ القرار تكون اسهل وأسرع .

5-هيكل الأقسام: يتبع هذا الهيكل الشركات الكبيرة التي تنجم عنها شركات أصغر، وتقسم غالباً تبعاً للمنطقة الجغرافية أو الخدمات أو المنتجات، فيصبح الأمر بجعل قيادة تنفيذية لكل قسم (شركة صغيرة)، وكمثال الشركات التقنية والبرمجية يمكن أن تقسم حسب المنتج ، مثل قسم برامج الحوسبة السحابية وقسم برامج الشركة وهكذا، أما عن ميزاته الاستقلال بالعمل لأقسام، إضافة التركيز على خدمات محددة، يمكن أن تكون أكبر عيوبه هي اللامركزية في صنع القرار .

والأن أصدقائي بعد إطلاعكم على هذه الأنواع من الهياكل التنظيمية هل تعرفون أنواع أخرى للهياكل التنظيمية يمكن أن تعمل بها الشركات مع ذكر أهم المميزات المرافقة لها والعيوب المأخوذة عليها؟ وشاركونا بنوع الهيكل التنظيمي الخاص بالمؤسسة التي تعملون بها؟