كيف يبني المهاجر شركته كلاجيء خارج بلاده؟

من خلال تجربة معيشتي في أوربا وليس الهجرة ، فيُمكنني الجزم بأن الوقت الذي يحتاجه المهاجر أو اللاجئ من أجل الاستقرار في بلاد أخرى كليًا طويل نوعًا ما ، سواءً الاستقرار من الناحية النفسية أو المادية أو المعنوية ، ويزداد الأمور صعوبة في حال هاجر أحدهم وليس في يديه فرصة عمل حقيقية أو مصدر دخل يعتمد عليه .

أيضًا ، فإن قابلية نجاح الشركة تعتمد على البلد المتواجدة فيها ، لأن ثقافة المجتمع الذي تعودت عليه في عملية البيع والشراء تختلف عن ثقافة البلد التي هاجرت إليها ، فيحتاج المُهاجر إلى وقت حقيقي لدراسة السوق دراسة عملية والانخراط داخل الشركات والأعمال المختلفة من أجل فهم واقعي وليس فهمًا نظريًا .

شاركني أحد أصدقائي من قبل تجربة نجاح أحد أقربائه في بلد أوروبي ، قام قريبه باستغلال مهاراته في البناء وتجهيز المنازل والشقق والفنادق وأقصد هنا دهانها وتركيب البلاط وكل ذلك الأساس قبل أن يتم فرش المنزل ، وبعد فترة طويلة استطاع النجاح في تكوين سُمعة واسم له في ذلك المجال ، كما أخبرني صديقه أن كافة فريق العمل عربي مصري على الأغلب ، بالإضافة إلى كون المُهاجرون الجدد يعملون معه .

يسعدني للغاية أنّك أشرت لي بهذه المساهمة المميّزة كالعادة يا مازن. فيما يخص هذا الموضوع، أجد أن فكرة الاستثمار الخارجي تعد إحدى أصعب الخطوات التي قد يتخذها الفرد على الإطلاق. وذلك لأنها لا تعتني على الإطلاق بما وقع قبلها، أو كم النجاح الذي وصل إلأيه هذا الشخص قبل أن يتطرّق إلى توسيع مشروعه إلى الخارج. وبالتالي فهي تمثّل بداية جديدة للمستثمر كمبتدئ، مهما كان مستوى خبرته.

أمّا فيما يخص اللاجئين، فالأمر يعد أكثر صعوبةً، لأنها يتمثّل في إطار مجموعة من الظروف السيّئة للغاية، وهو ما يحتّم عليه الاستثمار في معظم الأحيان من أجل النجاة، لا من أجل التوسّع.

لكن في مقابل هذه الطرق الوعرة، لدينا في مصر العديد من أوجه هذه التجارب المبشّرة، خصوصًا من الأصدقاء السوريّين الذين وصلوا إلى مصر بعد أزمتهم في 2011، حيث أن الاستثمار السوري في عالم المطاعم في السوق المصري ينبئنا بأن العديد من الفرص يمكن استغلالها بالطريقة الصحيحة. وأجد أن العامل الأساسي الذي سوف يساعد اللاجئ على بدء مشروعه الخاص هو التعبير عن نفسه وعن ثقافته بالقدر الكافي، والترويج لذلك بالصورة الصحيحة في إطار مشروعه ومجاله.