تتمثّل أعداد لا حصر لها من مشروعات ريادة الأعمال على أرض الواقع. وعلى الرغم من هذا العدد المهول، نجد أن العديد منها –أو كلّها تقريبًا- تتشارك في تفاصيل محدّدة. من أبرز هذه التفاصيل "الشراكة".

لا أعني هنا الشراكة الخاصة برأس المال. وإنما أعني شراكة الأدوار. لا يمكننا أن نجد مشروعًا استثماريًا منتصبًا على قدمين متينتين إلّا من خلال شراكات إبداعية شائعة بين مختلف العناصر العاملة في هذا المشروع. ويأخذنا ذلك إلى سؤال مهم: ما هي الشراكات الإبداعية؟

قرأتُ عن هذا المصطلح منذ فترة قريبة. والحق يُقال أنني لم أكن أعلم عن معناه أي شيء. لكن ما أبهرني فيه هو أنه يسري على مختلف الأعمال بشتّى أنواعها.

يمثّل هذا المصطلح الشراكة التكافليّة في الأفكار والمقترحات والتنفيذ بين عناصر المشروع، أي القائمين عليه من أصغر دور إلى أكبر دور، إضافةً إلى الشركاء إن وجدوا.

وينطبق ذلك على المشروع سواء كان عملًا إبداعيًّا كالأفلام السينمائيّة، أو عملًا تطوّعيًّا كالجمعيات الخيريّة، أو مشروعًا استثماريًّا في عالم ريادة الأعمال.

في هذا السياق، يمكننا اكتشاف أحد أهم أسباب اعتماد المشروعات الكبرى على الشراكة الإبداعية؛ فهي قاعدة أساسيّة لجني المزيد من الأفكار من خلال أكثر من وجهة نظر وأكثر من زاوية خبرة.

وما شغلني فور أن اطلعتُ على هذه الفكرة هو العمل عليها في سياق مشروعاتنا الناشئة، أو مشروعاتنا الصغيرة. تتعدّد المشروعات في مختلف المجالات في الوقت الحالي، ومنها عدد كبير جدًّا يعتمد على تقنيات مثل التوظيف عن بُعد والعمل الحر وغيرهما.

في هذا الصدد، كيف يمكننا الاستعانة بالشراكات الإبداعية لإشراك عناصر المشروع وموظّفيه في إنتاج الأفكار وتنفيذها؟ وهل الأمر مفيد حقًّا ويستحق الجهد في رأيكم؟