بينما كنت أتصفح اليوم لفتت انتباهي جملة " ليس لأن الأمر قانوني يجب عليك فعله " وانتابني الفضول حول ذلك، كيف يكون الأمر قانوني ولا أفعله؟ ما الغرض من هذه الجملة؟ وما تفسيرها؟ وبعد البحث والتنقيب أدركت ما المراد بذلك دعوني أخبركم بالأمر. تبدأ الإجابة بأن هناك ما هو قانوني وهناك ما هوأخلاقي وليس كلاهما واحد.

فببساطة الأمر أخلاقيات العمل تعني المبادئ التي تحكم سلوك الشركة مع موظفيها والبيئة الخارجية وتهدف أخلاقيات العمل لضمان مستويات الثقة والشفافية بين الشركة وكل من يتعامل معها، وتكمن صعوبة الأمر أنه لا يوجد معيار محدد لكيفية ممارسة الشركات لها. والأمر معاكس للمعايير القانونية فهي واحد تطبق بتساوي على جميع أصحاب المنتج نفسه أو الخدمة، فالأخلاقيات تحددها وتقر بها الشركة بنفسها لنفسها.

لو أردنا تحديد الفرق بشكل أوضح يمكننا القول أن المعايير القانونية هي القوانين التي توضع من قبل الحكومات والتي لابد على كل شركة الالتزام بها حتى تتماثل لامتثال التنظيمي. وعلى الجهة الأخرى المعايير الأخلاقية ليست قوانين وإنما تتبع لما نعتبره نحن صائباً وخاطئاً.

ولعل أفضل مثال يوضح الفرق بين كل منهما هو المثال الأشهر على الإطلاق " الرجل الأكثر كرهاً في أمريكا" Martin Shkreli الرئيس التفيذي السابق لشركة Turing Pharmaceuticals، ربما نتسائل الآن ما الذي فعله ليكون الرجل الأكثر كرهاً في أمريكا ، قام مارتن برفع سعر عقار مضاد لطفيليات Daraprim بنسبة 5000%، مما أصبحت تكلفة على المستهلك بزيادة 13.50 دولاراً على قرص وبين ليلة وضحها أصبح سعر القرص الواحد من العلاج 750$ . وهذا أثار غضب الشعب الأمريكي ولكنه لم يأبه لذلك نهائياً مبرراً أن ما فعله قانوني " بالفعل لأنه لا يوجد هناك قانون يُحتم عدم رفع السعر " فهو فعلياً لم يخالف القانون وما زاد الأمر سواءً أنه خرج وصرح قائلاً لقد ندمت أني لم أرفع ثمن الدواء أكثر من ذلك وكأنه يقول رأيكم لا يهمني والمشكلة أن كثير من الشركات حذت حذوه .

لو نظرنا للموقف قانونياً هو سليم لكن هل تجد ما فعله أخلاقياً ؟ هل راعي الحاجة المجتمعية للأمر ؟ وهل يجب على الشركة أن تفعل كل ما يلزم لزيادة الأرباح (حتى لو كانت قانونية) وغير أخلاقية ؟