من اليوم الأوّل لعملي هناك، لم أتوقّف عن جمع الملاحظات الإدارية بشكلٍ عفويٍّ. أدركتُ بعد فترة قصيرة أن الشركة تقوم بشيءٍ ما مختلفٍ قليلًا عمَّ اعتدته أو عرفته عن فكرة بيئة العمل بصفة عامَّة.

على رأس هذه الملاحظات ما أود طرحه الآن، وهو أسلوب الشركة في تصدير التعليمات السgوكيّة للموظّفين بداخلها، وكيفية السيطرة على سلوكيّاتهم غير المرغوبة، وقدرة الإدارة على التعديل السلوكي الموجّه للموظّفين. لطالما تساءلتُ: هل هذا ممكن فعلًا؟

في هذا السياق، بدأتُ في توجيه عينيّ نحو كلّ ما تقوم به الشركة من أجل نشر ثقافة بعينها، وبثّ مفاهيم معيّنة واتباعها، والحفاظ على سلوكيّات محدّدة داخل بيئة العمل. وأدركتُ أن الشركة التي عملتُ فيها تناولت الأمر باحترافيّة إعلاميّة بعض الشيء. فقد استطاعت السيطرة على هذه السلوكيّات من خلال الآتي:

  • المنشورات الإعلانيّة في مختلف المناطق الحيويّة داخل الشركة.
  • الإعلانات الرقميّة ذات المحتوى البصري التفاعلي عبر مختلف أجهزة النظام الداخلي للشركة.
  • تحقيق التواصل بين الموظّفين من خلال تقنيات مشتركة، مثل تطبيق للهواتف الذكيّة بسيط التصميم والبريد الإلكتروني للشركة.
  • تخصيص مساحات للإعلان عن ضوابط بيئة العمل في وسائل المواصلات الخاصة بالشركة.

في ضوء هذه الاستراتيجيّات، تمكّنت الشركة من السيطرة على العديد من المفاهيم السلوكية داخل بيئة العمل. لكننا نجد أن العنصر الأساسي فيما بين هذه الآليات هو استغلال الشركة لمساحة العمل بداخلها.

في هذا الصدد، كيف يمكننا أن ننقل الاستراتيجية نفسها إلى التوظيف عن بُعد؟ لأننا في هذه الحالة لا نمتلك فرصة بيئة العمل الفيزيائية المشتركة. لذلك يجب أن نجد حلًّا موازيًّا لهذا الوضع لنشر التعديل السلوكي بين الموظّفين عن بُعد.

في رأيكم، هل التعديل السلوكي للموظّفين عن بُعد ممكنًا؟ وكيف يمكننا تحقيق ذلك في حين أننا لا نمتلك بيئة عمل مشتركة مع الموظّفين عن بُعد؟