سألتني اليوم طالب عندما كُنّا في استشارية النسائية والتوليد، عن مكان الطبيبة الفلانية، وهل ستسمح بإدخال طلبة المرحلة الخامسة إلى غرفة الفحص؟ سألته لماذا لن تسمح؟ فقال إنّ الغرفة مخصّصة للمرحلة السادسة. 

قلتُ له في لحظة تجلِّي، ونصحته بنصيحة قد لا أتبّعها أنا بنفسي: اذهب وجرّب حظك! ماذا سيحصل يعني؟! إمّا تقبلك وتتعلم، أو تقول لك عذرًا ليس مكانك، ليس هناك ما هو أسوأ! 

وحقيقة، خوف الردِّ والفشل مزروع فينا كلّنا. نحن نخشى أن نجرّب الأشياء التي تكون فيها نسبة للفشل، نفضّل الآمن والمضمون.

يتعرّض ستيف جوبز لهذا الأمر في قصّة، يخبرنا أنّه كان يسأل كثيرًا في شبابه، ولم يردّه أحد بشيء سلبي، ولم يتمنّع أحد عنه.

يذكر قصته عندما كان بعمر 12 سنة واتّصل ببيل هيلويت مؤسس hp، وسأله بحماس الأطفال عن رغبته في انشاء جهاز عدّاد الترددات، فهل لديه قطع غيار زائدة يمكن أن تساعده؟

يذكر ستيف جوبز أنّ بيل هيويت قد ضحك على ذلك السؤال، وأعطاه ما يُريد!

لم يتوقّف الأمر عند هذا الحد، هذا الإتصال قرّب فرصة عمل لجوبز، فمؤسس hp قد دعاه للعمل في الصيف في خط تجميع عدّادات الترددات في الشركة.

"لم يصادفني يومًا أن أجابني أحد بكّلا عن سؤالي، أو أغلق الهاتف في وجهي. أنا أسأل فقط. معظم الناس لا يتجرأون على حمل الهاتف والسؤال. هذا الذي يفرّق بين من ينجز الأعمال، ومن يحلم بها فقط"