ما أكثر الحوادث التي تكررت بفعل سوء عمليات التوصيل! شركات التوصيل التي تعمل كطرف ثالث تصل بين المزود والمستهلك، تسببت بخسائر باهظة للطرفين .. لقد برزت هذه المشاكل على السطح في الوقت الذي عانى به العالم من جائحة كوفيد 19 حيث اعتمد الكثير من أصحاب المشاريع الصغيرة والكبيرة وحتى المستهلكين أنفسهم على شركات التوصيل .
في الوقت الذي تحاول به الشركات الكبرى إيجاد حلول سريعة، ومكلفة لها لإبقاء عملياتها مستمرة؛ هذا لن يكون مجديًا مع المشاريع الصغيرة التي وإن تجاوزت سعر التكلفة المرتفعة في النقل، إلا أنها لن تتجاوز أخطاء مزودي خدمة التوصيل مثل: وصول الطعام في حالة سيئة أو وصول الهدايا القابلة للكسر محطمة، تأخر التسليم.. وغيرها ..
استياء العملاء من هذه النتائج ينهي الثقة بين أصحاب المشاريع الصغيرة وعملائهم.. وهذا ما لا يمكن تعويضه بسهولة.
إحدى رياديات الأعمال كانت تنتج حلوى ( الجوزية) المصنوعة من دقيق اللوز والشيكولاتة الصحية، _عدا التكلفة المرتفعة لهذا المنتج_ فهو يصنع بعناية فائقة حيث أنه هش للغاية، يوضع بعلب بلاستيكية محكمة حتى لا يتم الإضرار به. فوجئت في ليلة العيد أن الطلبيات التي أرسلتها وصلت عملائها بصورة حرجة، لا تصلح للتقديم ! واضطرت أن تصلح الخطأ على نفقتها الخاصة حتى تحافظ على عملائها . شركة التوصيل أنكرت مسؤليتها عن ذلك حتى لا تتكبد الخسارة ، ولم يكن هناك طريقة لإثبات مسؤليتهم؛ خاصة أنها لم تطلع موظف التوصيل على حالة المنتج كونه مغلف بإحكام .
أحد رواد الأعمال الذي يقدم أشغال يدوية على الزجاج تعرض لهذا الموقف أيضًا مرات عديدة، فتخيل كم يستغرق الوقت والجهد من أجل تنفيذ قطعة فنية ثم يتم كسرها بمنتهى البساطة نتيجة رعونة عامل التوصيل وعدم تقديره للشيء الذي يحمله؟!
وفقًا لموقع فوربس: يكلف هؤلاء المزودون المستهلكين ما يصل إلى 40٪ أكثر ويمكن أن يكلفوا الطرف الآخر المزود للمنتج ما يصل إلى 30٪. في الواقع ، هناك دعوى قضائية جماعية ضد هذه الشركات مثل DoorDash و Postmates و UberEats و Grubhub.
هناك الكثير من أصحاب المشاريع الصغيرة كانوا يتحملون نفقة التوصيل ويفاجئون بعد ذلك أن موظف التوصيل طالب المستهلك بالثمن مرة أخرى، بالإضافة لذلك الكثير من المستهلكين يبنون رأيهم على التجربة دون إخبار مزود المنتج وبالتالي يقطعون علاقتهم به دون إشعاره بالخلل .. رويدًا رويدًا تتسرب العملاء بمنحنى واضح دون معرفة السبب!
قامت صاحبة مشروع صغير تصنع البيتزا الإيطالية بسؤال عملائها عن سبب تسربهم وعدم معاودة الطلب منها وكان السبب الرئيسي يعود لسوء خدمة التوصيل
في دراسة استقصائية أجريت على 42000 شخص من قبل Service Management Group أن 35 ٪ من العملاء واجهوا مشكلة عند استخدام خدمة توصيل من طرف ثالث.
في الوقت الذي يمكن للشركات الكبرى تجاوز أخطاء شركات التوصيل إلا أن هذه الأخطاء تحكم على نسبة كبيرة من المشاريع الصغيرة بالموت المبكر.
برأيكم كيف يمكن تفادي ذلك؟ وهل هناك حلول بديلة؟
التعليقات