تعتبر السمعة من الأصول الهامة للشركة فهي تؤثر على تقبل العملاء لها، حجم مبيعاتها، أسعار أسهمها، دخولها أسواق جديدة ، بناء علامة تجارية قوية و غير ذلك .. في هذا السياق يقول الاقتصادي العبقري وارن بافيت : " أفقد بعض أموال الشركة، وسأكون متفهماً؛ أما إذا فقدت ذرة من سمعة الشركة، سأكون قاسياً " فالسمعة الحسنة تكون درع حماية لشركتي بينما السيئة يمكنها أن تقضي عليها تماماً. ويقول بافيت " يستغرق الأمر 20عامًا من أجل بناء سمعة الشركة وخمس دقائق لهدمها ,إذا تأملت ذلك فإنك ستفعل أشياء مختلفة" الحصول على سمعة حسنة للشركة أو لمنتج هو أمرًا ليس سهلاً! 

 فالسمعة بحد ذاتها ظاهرة ديناميكية: غير ثابتة تتأثر وتتغير سلبًا وايجابًا وهذا يجعلها بحاجة إلى المراقبة الدائمة والمتابعة المستمرة. 

بالإضافة إلى أن السمعة أمر معقد :حيث نحن نبذل قصارى جهدنا من أجل الحصول على سمعة جيدة و لكن علينا ألا نغفل أننا نتحكم بجانب واحد وهو الجانب الذاتي أما الجانب الآخر متروك لأهواء السوق وتقديره وتقيمه لنا وفقًا لنظرتهم للشركة ولأنشطتها وكيف يروننا وهو أمر صعب السيطرة عليه فأنا لا أملك أن أصوغ رأي الآخرين بي وبشركتي  ولكن علي التأثير عليه.

نشر مؤخرًا التقرير السنوي لشركة "ريب تراك" لقائمة الشركات الأفضل سمعة لعام 2022 وقد شهد هذا التقرير محافظة شركة" رولكس" على مقعدها الأول ، وانضمام شركة "بيبال" إلى المقاعد الأولى بعد أن كانت في المركز 23 العام المنصرم .. برأيك ما العوامل او الأدوات التي ساعدتها لذلك ؟ فكيف يمكننا صناعة سمعة جيدة يومًا بعد يوم ؟

كما فعلت بيبال، شركة سامسونج أيضاً والتي كان يتوقع انهيارها بعد الكارثة التي تعرضت لها قبل سنوات نتيجة احتراق أجهزة الجالكسي نوت7  والتي أثرت على ثقة الزبائن بها وفقدت الكثير من ولاء عملائها وتراجعت قيمة أسمهما ، وبعد ذلك خاضت سامسونج معركة طاحنة من أجل استرداد تلك السمعة ويمكن القول أنه وفق تقرير ريب تراك قد تجاوزت هذه الأزمة بمراحل وحصلت على المركز ال20 ويعني ذلك أنها تقدمت على شركة آبل التي احتلت المركز ال64...

ولكن برأيكم ما الأسباب التي دفعت بسامسونج للتقدم على آبل من حيث السمعة على الرغم من أن جودة منتجات آبل لا يعلى عليها؟ و ما أهم الأسباب التي يمكنها تشويه سمعة الشركة و كيف يمكن استعادة الشركة لسمعتها الحسنة بعد فقدانها ؟ 

 

.