لعلنا جميعاً قد انبهرنا من نشاط بعض الشركات في مجال الاعلانات في المواقع المختلفة أو داخل التطبيقات الرقمية. كما أن هناك الكثير من النشاط والتسويق الابداعي عبر الهشتاقات والترويج التسويقي عبر منصات التواصل الاجتماعي ومشاركة الجماهير في المسابقات والفعاليات والبث المباشر و أفلام اليوتيوب وتغريدات تويتر وصور انستغرام وغيرها. 

بعضنا مثلا تساءل، هل تستفيد الشركة من هذا الأمر؟ حيث المشاركة الفعالة مع الفئات المستهدفة وهذا النموذج التسويقي المبهر والمكثف عبر الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والاذاعة والتلفزيون؟

في إحدى الدورات التي شاركت فيها حول كيفية الوصول الى القمة في الظهور عبر محركات البحث في غوغل، قيل لنا أن العرض والفتح السريع للمحتوى المرئي يعتبر عامل جذب للمشاهد.

 إن ما سبق هو العلامة التجارية ونموذج التسويق الذي ابتكرته Netflix، وأصبحت تسمى بتجربة نتفليكس في التسويق.

كم مرة شاهدت أعضاء فريق شركة عملاقة يشاركون جمهورهم في مسابقات بأسئلة بسيطة وتافهة وتمنح من خلالها الجوائز ولكن في الكواليس هناك عرض لاعلانات لا يتوقف، وبل الأهم هو الانسنة الاعلامية من خلال اضفاء الطابع الانساني على فريق الشركة والعمل باسلوب "ما بعد البيع". إنها أيضا من ابداعات وأفكار تجربة نتفليكس في التسويق. هذا التجربة تتعلق بالعرض السريع وجذب التفاعل والتعلق بالمنتج أو الخدمات ومشاركتهم انطباعاتهم وآرائهم حول كل ذلك.

التجربة الناجحة لها علاقة بحرية التأمل والنظر والتفاعل الانساني والرقمي. فنتفليكس من أوائل الشركات التي استخدمت تقنية تدفق الفيديو وصحافة البيانات؟ لقد بدأ ذلك في العام 15 عام.  

ولأن علم التسويق والاستثمار ينطق بالارقام، فإليك بعض الاحصائيات عن شركة نتفليكس، فلقد نمت عائدات من 1.36 إلى حوالي 25 مليارًا منذ 2010 ، والأكثر دهشة ان تلك العائدات ارتفعت من أقل من 22 مليونا في 2011 لتصل الى أكثر من عشرة أضعاف في 2021. فكيف يمكن قراءة وتفسير ذلك؟

والمدهش أنه قد بلغت الايرادات السنوية للشركة في العام الماضي وفي ظل جائحة كورونا ما يقرب من ثلاثين مليار دولار. فكم تتوقع الزيادة خلال السنوات القادمة؟ 

 إنها حقا تجربة مثيرة نختصرها بعامل التشويق والابتكار في التسويق بالتأمل والنظر. 

فماذا نتعلم من تلك التجربة؟ وهل يمكننا بالفعل أن نكون نماذج ابداعية واستثمارية كما فعلت نتفليكس؟