ترتبط القيادة بالتأثير، والقائد يؤثر فيمن حوله لأنه متميز، وبالعادة يتم اختيار القائد الذي يكون متميزا عن الفريق فالتاريخ والانجاز والعلم والخبرة وغيرها، مما يعطيه قبولا كقائد لدى الاتباع، فتقديرهم لتاريخه وتفوقه عليهم فيما ذكرنا سلفا يجعلهم يتقبلون تعليماته وإرشاداته .

ولكن لنتخيل أن لدينا فريق أي أنهم باختصار فريق أقران، وأردنا أن نختار منهم قائدا عليهم، فكيف نفعل ذلك؟ والمشكلة هنا أن العلاقة تكون أقرب للندية بين الأقران بسبب شعورهم أنهم بنفس الكفاءة ولا أحد أفضل من الآخر حتى ينصاع له.

هنا لا يوجد معيار ثابت لتحديد أيهم الأصلح للقيادة ولكن من وجهة نظري أرى أن مهارتي الدعم والمرونة إذا ما توفرتا في أحدهم سيكون هو الخيار المناسب مع مثل هذا النوع من الفرق (فريق الأقران).

فهناك مقولة لكولين ولسن : القيادة هي حل المشكلات، ففي اليوم الذي يتوقـف جنـودك عن مشاركتـك مشكلاتهم تعرف أنك لم تعد قائدا لهم، فهم إما أن يكونوا قد فقدوا الثـقة بمقدرتك على مساعدتهم، أو أنهم شعروا بأنك لا تهتم بهم، وكلا الحالتين تدلان على فشلك في القيادة.

وهذا يعني أن الشخص الذي يدعم الفريق والذي يكون حاضرا دائما لتقديم المساعدة لمن يحتاجها سواء كانت في إطار العمل أو حتى مساعدة شخصية، هو الذي يكسب ثقة الفريق وبالتالي يصبح هو المؤثر وهو المقنع، مما يجعله الأجدر والأحق بالقيادة، والأكثر تقبلا لدى فريق الأقران عندما يقوم بدور القائد.

واذا تمحور حديثنا بالدعم حول اكتساب الثقة، فتتمحور المرونة حول منح الثقة، وهذا لا يكون باتباع النمط الأوتوقراطي بالقيادة بما فيه من مركزية شديدة في اتخاذ أصغر القرارات وتفاصيلها ما يعطي شعور بانعدام الثقة بالتابعين وقتل اقتراحاتهم ومنع إبداعهم .

 فهذا لا يصلح في حالة فريق الاقران والكفاءات، بل نستحضر هنا نظرية القائد الملهم والتي تعتبر الأنسب في التعامل مع مثل هذا الفريق، بحيث يقوم القائد بإعطاء الفكرة ويثق بالفريق لتنفيذها بطريقتهم ويفسح المجال لإبداعاتهم بحيث يتدخل بالتفاصيل عند الضرورة فقط.

وبالطبع ليس القصد اعتماد المرونة في كل المواقف وجميع الأوقات فكما قال مؤلف كتاب فن الحرب صون تزو " القائد المثالي يعرف كيف يجمع بين الصلابة و المرونة " .

وأنتم كيف ستختارون القائد في حالة فريق الاقران؟ هل تتفقون معي على مهارتي الدعم والمرونة كمعيار لاختيار القائد في فريق الأقران أم هناك معايير أخرى من