قد نحب عملنا ، وقد نقوم به كواجب لاكتساب لقمة العيش، وفي كل الأحوال فإن آخر شيء نريده هو الظهور المفاجئ للمدير أو للمشرف لكي يخبرنا أن نقوم "بتغيير هذا" أو أن "نفعل ذلك بطريقة أخرى".
إنها التعليمات يا سادة ، والتي تطورت مع الوقت إلى البيروقراطية والروتين الممل.
إن طبيعة عملي إبداعية بشكل ما أو بأخر ، فيطُلب منا بشكل مستمر تصميم برامج واقتراح أفكار توعوية تتناسب مع خطة التنمية المستدامة، ... إلى أخر ما هنالك من مصطحات عملاقة. و
برغم إن طبيعة الأعمال مثل هذه تتطلب مساحة من الحرية، إلا ان القيود لا تنتهي: من سيتحدث في هذا البرنامج - ماذا سيقول - المدة الزمنية - متى ستبدأ - متى ستنتهي - لمن سيوجه كلامه - من سيحضر النقاش ... الخ
بعض هذه الاشياء مقبول، والبعض الاخر قيود من ابتكار وإبداع الروتين.
ولطالما اعتقدت أنه لو تركت لنا مساحة الحرية الكاملة ، فلن نخالف التعليمات ولكن بالعكس سنلتزم بها بمحض إرادتنا مع إحساس كبير بالثقة والسعادة أثناء تأدية العمل.
الحرية هي عنصر أساسي في السعادة في مكان العمل ليس فقط لأننا موظفون محترمون وأولاد ناس، وتربينا على الغالي وبالتالي لا يناسبنا نظام الرقيب على الصغيرة والكبيرة وكأننا عدنا إلى الفصل الدراسي مع المدرس المعقد الذي لا يترك من يده العصا.
ولكن ايضا لأن الشعور بأننا في أماكن عملنا أهل للثقة هو شعور مفيد للجميع، سيجعلنا نقوم بمهماتنا على الوجه الامثل، وسنأتي في موعد الحضور وننصرف ربما بعد أوقات الدوام. هل توافقوني الرأي ؟
لماذا يعتقد المديرون أننا لن نلتزم بمعايير الجودة التي يتطلبها العمل إلا إذا كان هناك تدقيق وإشراف على كل التفاصيل.
أليس هذا من جانب اخر مقيد للإبداع ومرهق ومكلف لجميع الاطراف؟
إن الحرية هي إضافة لكل جانب من جوانب الحياة ، والعمل ليس استثناء. ما رأيكم ؟
التعليقات