لستُ أنا من يقول ذلك، بل إنه المدير التنفيذي لشركة سامسونج "كون لي"، وقبل أن نعرف أسباب ذلك القول، يجدر بنا أن نعيش مراحل تطور ونموّ شركة سامسونج، التي بدأت كمحلّ لبيع الأرز والسكر، ثم أصبحت شركة لتصدير الأسماك والخضراوات من كوريا الجنوبية للصين! لقد كان ذلك في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي.

التغيير الجذري في نوع المنتج بدأ في الستّينيات بدخول الشركة لعالم الإلكتـرونيات، من خلال صناعة تلفزيون أبيض وأسود ثم صناعة الأجهزة الدقيقة وأشباه الموّصلات.

على مدار عقود استمرت سامسونج كشركة عادية حتى بداية التسعينيّات، غيرت الشركة رؤيتها تماماً، وبدأت باستراتيجية التغيير الشامل.

كيف ذلك؟

ركزت الشركة على صناعة الرقائق الإلكترونية، وارتكز عملها على الجودة فقط.

ماذا يعني ذلك؟

لقد قامت الشركة بتدمير جميع المنتجات الضعيفة أو المتوسطة (ضعف الطلب، أو ضعف التصنيع)، وتخلصت من الكوادر ذوي الأداء الأقل من ممتاز، لترسي سياستها بالمنتج ذا الجودة العالية فقط؛ حينها دخلت سامسونج الأسواق العالمية في مجال الرقائق الدقيقة، هذا التطوير شمل أسواقاً جديدة كالصناعات الثقيلة والسفن والعقارات.

استراتيجية التغيير الشامل منحت فرصة البقاء والاستمرار لمائة عام تقريباً، تلك الاستراتيجية التي خلت من العواطف صنعت انطلاقة سامسونج أدت إلى التخلص من الموظفين الأقل انتاجية، أو الأكثر أخطاء، والتخلص من المنتج الضعيف أو المتوسط، سياسة مؤسسة أرادت البقاء لعقود ولم تبحث عن الكسب السريع.

استراتيجية تطلب منا السيطرة على جميع الظروف المحيطة الداخلية والخارجية، احتساب كلّ الاحتمالات، واتخاذ القرار في التغيير سواء تغيير ثقافة المؤسسة، وإجراءاتها، وأدوات العمل، وآليات العمل، مروراً بتغيير القيادات في العمل وفرق العمل.

لو كنت المدير التنفيذي لشركة تطمح للمنافسة العالمية، هل ستتبع نفس الاستراتيجية وتتحمل نتيجة قرارك؟ (عزل موظفين عن العمل فقط لأنهم الأضعف انتاجياً، وإتلاف منتج فقط لأنه ضعيف سوقياً أو تصنيعياً)؟ أم أنك ستتبع استراتيجية أخرى؟

لنتذكر بأنّ هذا القرار قد يعني بقاء الشركة وقد يعني هبوط قيمة الأسهم السوقية وبالنتيجة خسارة محتملة للشركة.