منذ عدة سنوات أثناء دراستي الجامعية، كان هناك فتاة متميزة دراسياً تدعى شيماء،
كانت شيماء مثال للطالب الدؤوب، كانت لا تفوت محاضرة ولا شاردة ولا واردة، وكان من يحتار في أمر شيء فليذهب إلى شيماء سيجد عندها الجواب.
ذهبت ذات يوم لتصوير بعض الأوراق المطلوبة من مكتبة بعيدة بعض الشيء عن الكلية فوجئت بأنها تعمل هناك بعد انتهاء المحاضرات، كما علمت أيضًا أنها من تقوم بإعداد الملزمات والمذكرات الخاصة بالمراجعة والمذاكرة لطلاب صفنا وصفوف أخرى أيضًا.
وددت كثيرًا لو سألتها كيف تبرعين في كل هذا، ولكني استحيت لأنها لم تكن صديقة مقربة.
إنتهت الدراسة وتخرجت شيماء وكان ترتيبها الثانية على الدفعة ولم يتم تعيينها كمعيدة بالجامعة و في الحقيقة لا أدري نهاية قصتها ولكني أتخيلها دائما نهاية عملية سعيدة، فدائما ما يتضح الجواب من عنوانه.
المقصد هنا أنه نظرًا للتنافس الوظيفي الشديد هذه الأيام، يلجأ بعض الطلاب لإعداد أنفسهم قبل التخرج لسوق العمل، و الكثير منهم على قناعة تامة أن الشهادة الجامعية لن تؤهله لشيء ولن تصل به لوظيفة الأحلام، فيقوم الطالب باتخاذ خطوة جدية نحو مشروعه الخاص، وهو يعلم أنه يقوم بمخاطرة كبيرة تهدد دراسته ومستقبله وخاصة أنه يفتقر إلى الخبرة الريادية الكافية للخوض في تجربة المشروع الريادي.
في رأيي الموضوع يحتاج إلى ترتيب الأولويات بذكاء وحكمة لتجنب السقوط في بئر النهايات الفاشلة.
إذا كنا قد بدأنا بالفعل واخترنا السير في طريق ريادة الأعمال فلا يجب أن نتراجع في منتصف الطريق ولنبدأ رحلة التحدي.
تفيد التجارب أنه في حالة كان المشروع ذو صلة بمجال الدراسة فسيصب كل منهما في مصلحة الآخر، مع الإلتزام بجدول زمني لتخطيط المهام.
هناك تحديات تواجه رائد الأعمال الناشئ كالشعور بالتراجع واليأس لمجرد أنه لم يلتزم بتنفيذ الخطط وجدول الأعمال كما ينبغي.
أو أن يقوم بالتأجيل والتسويف لظروف طارئة أو لمجرد المرور بفترات تكاسل ولكن الصمود والمثابرة هما الحل الأمثل.
بما أن المكتبة الجامعية والحواسيب الخاصة بها مصدر غني للمعلومات والمراجع فأنه لا غنى عنها لدعم المشروع الناشيء.
كما أن استشارة ذوي الخبرة من الأساتذة الجامعيين أمر محبذ ومفيد على المستوى المهني والإجتماعي.
إن تجربة العمل أثناء الدراسة خيار ليس هين وله عيوب كما أن له مميزات.
التعليقات