هل يمكن الاستثمار في موهبة شخص آخر كمشروع ناشئ؟

هذا هو تمامًا ما عنيته يا صديقي. هل من الممكن أن تطرح علينا أفكارك حول كيفية تنفيذ ذلك على صعيد صناعة المحتوى؟ فكرة القدم في النهاية هي نشاط ملموس، وهنالك العديد من الأشخاص الذي يمثّلون شركات معيّنة تستثمر في موهبتهم وطاقتهم، ومن الممكن أن نجد العديد من الأفراد أيضًا يقومون بذلك النوع من الاستثمار، مثل والد اللاعب هالاند على سبيل المثال الذي استثمر في ابنه إلى أن وصل إلى هذه المكانة الرفيعة وأصبح أحد الوكلاء الشخصيين له، وله نسبة في كل العقود التي سوف يقوم بتوقيعها. هل من الممكن تطبيق ذلك على صعيد صناعة المحتوى بالنسبة للأفراد؟

إذن هل يمكن أن تشاركينا مقترح حول مشروع ناشئ قائم على استثمار فرد في موهبة فرد آخر؟ هل لديكِ أي ملامح عملية لتصميم محاكاة للنموذج الرياضي الذي ذكرتيه لكن على صعيد صناعة المحتوى على سبيل المثال؟

على أن هذا لا يمنع وجود نماذج ناجحة مثل استثمار شركات المستحضرات التجميلية والمنتجات للمؤثرين على التيك توك في التسويق لمنتجاتهم.

بالضبط هذا ما عنيته.

ولكن أنظر للشراكة بشكل عام على أن ما به من عيوب قد يطغي على مميزاتها في وقت ما

أرى أن ما تشير إليه من عيوب للشراكة يا مينا قد يكون واجب التخطّي في بعض الأوقات، وذلك نظرًا إلى أن الأزمة الحالية لا تتيح للكثير منّا رفاهية الاختيار فيما بين الأفكار المختلفة، وفكرة الشراكة قد تكون متاحة إذا ما وجد الشخص المناسب للقيام بالمهمة على صعيد الموهبة والكفاءة.

الذين يحتاجون لمن يساعدهم في إدارة مشروعهم قد يكونوا من صغار السن وقليلي الخبرة الذين بدورهم سيكونون متقلبي المزاج وسيتعبونك في اختيار وتطبيق مخططك للمشروع.

أمّا بالنسبة لهذه النقطة، فإنني أجد الأمر يتمثّل في قدرة إدارية لدى الطرف الآخر تجعله قادرًا على السيطرة على الأمور والإقناع بالالتزام بالقدر الكافي.

علمت قبل فترة أنّ مقدمي البرامج وصناع المحتوى الترفيهي المشاهير في كوريا الجنوبية ينتمون إلى وكالات أعمال معينة حتى تدير أعمالهم وتحصل لهم على أفضل العروض، مثلهم مثل المغنيين والممثلين.

هذا صحيح جدًا يا صديقتي، ونجد أيضًا ذلك في العديد من مجالات صناعة المحتوى بشتّى أنواعه هنا في عالمنا العربي، مثل برنامج "الدحيح" مثلًا الذي يقدّمه أحمد الغندور، حيث أنه منذ سنوات وهو يحصل على دعم من الوكالات، وتتم صناعة المحتوى من قبله في إطار ذلك التمويل من قِبل الوكالات المسؤولة عن تسويق محتواه وتشاركه الأرباح.

في بعض الأحيان هناك مواهب جيدة لكن نقص الامكانيات وعدم اجادة مهارات الادارة يمنعها من النجاح، وفي المقابل قد يكون هناك من يملك مهارات الادارة لكن لايملك الموهبة الجيدة، وبالتالي فإن الشراكة بين الطرفين ستكون مفيدة.

إذًا في ذلك الصدد، هل تنصحين بتدشين مشروع مماثل من حيث فكرة شراكة الإدارة والموهبة؟

كيف يمكن إنشاء مشروع متجر إلمكتروني في إطار ما نناقشه من استثمار في المواهب يا صديقتي؟ أرجو أن توضحي لنا وجهة نظرك.

أنا لستُ من أنصار مبدأ المستثمر الملاك للأسف نظرًا لأن ذلك النوع لا يتم تحديد شروط التمويل أو الشركاة بشكل احترافي من خلاله. فما أعنيه بموضوع المساهمة ليس تمويلًا أو مساندة مادية للموهوب، وإنما استثمار فيه بمسمّى أو وكالة معنية بالتسويق والإدارة لموهبته والمحتوى الذي يقوم بصناعته في إطار تلك الموهبة، والشراكة بينهما التي تضمن جزء من الأرباح لكل منهما كنوع من أنواع الشراكة الاستثمارية والوكالة.

بالتأكيد أجد ذلك واجبًا، ولا يمكن أن نتهم المستثمر بتدمير الموهبة بهذه الطريقة فهو فقط يضمن حقه ويحميه من أن يتم استغلاله من قبل الشريك نفسه أو من قبل مستثمر آخر. الأمر مشابه للاعبي كرة القدم، حيث أنك لا يمكن أن تجد لاعب من أحد النوادي يقوم بلعب مباراة مع نادي آخر، ومنع ذلك في إطار التعاقد مع اللاعب لا يعتبر تدميرًا لموهبة اللاعب على الإطلاق.

حتى وإن كان على صعيد الأفراد يا شيماء؟ هل تجدين الفكرة مجدية حتى وإن كنت لا أنتمي إلى مؤسسة بعينها واتخذت قرارًا بالاستثمار الفردي؟ فأنا أخشى بشدة أن المستثمرين الذي يسعون إلى تلك الأنواع من الاستثمار يملكون شركات ومؤسسات استثمارية أو على الأقل مكاتب تسعدهم على ذلك. وبالرغم من أنني لا أجد أيّ عوائق في الاستثمار الشخصي في مجال صناعة المحتوى، فأنا ما زلت قلقًا بعض الشيء حيال بعض المسائل التي على رأسها احتمالية خسارة رأس المال دون جدوى.