ليس من قبيل المصادفة أن متوسط استخدام تطبيقات الصحة العقلية والعاطفية قد نما بنسبة 54٪ في الفترة من يناير إلى أبريل في عام 2021. فيما يتعلق باستخدام التطبيقات في الربع الرابع من العام السابق، في بعض مناطق من أمريكا اللاتينية والبرازيل.

وفقًا للسجلات التي أجرتها Gympass، أن متوسط استخدام تطبيقات الصحة العقلية والنفسية للربع الأول من عام 2021 عالميا مقارنة بمتوسط استخدام العام السابق، يبلغ 130٪ ، فهل هذه علامة على حاجتنا لنهج صحي نفسي وعقلي أكثر شمولاً؟.

ومرة أخرى وليست أخيرة تظهر جائحة كورونا كسبب رئيسي لهذا الأمر، فقد جاءت أحد التفسيرات أن العمل عن بعد، والتباعد الاجتماعي وتوقف المناسبات الاجتماعية والفعاليات والتهديد بالمرض أو حتى بالموت وفقد الأحباب والتعرض المستمر للشاشات والشعور بأن ساعات العمل تتداخل. ... كل هذه الأمور شكل لدى الكثيرين صدمة نفسية وعصبية تمثلت في ما أسموه متلازمة التعب.

وما إن تلقف التقنيون هذه الحقيقة إلا وسارعوا بإنتاج التطبيقات المختلفة التي تساعد المستخدم على تحسين الرفاهية الشخصية. وتنمية عادات الهدوء النفسي لدى الأشخاص: مثل التركيز على التنفس مع التأمل واليوجا وترديد عبارات ايجابية عن الناس والحياة، وكتابة ما يدور في ذهنك هنا والان، وحتى مشورة الخبراء بشأن جوانب معينة من الصحة العاطفية أو أنشطة أخرى مثل الرياضة أو تنظيم الطعام.

ويعتبر البعض هذا الأمر فرصة يجب أن يتخذها قادة الأعمال والشركات، وكذلك متخصصو الموارد البشرية، لمنح أنفسهم استراحة تسمح لهم بتحديد الأولويات وإدارة الإجراءات اللازمة لإنشاء أسس معتبرة وقوية للترفيه في فرق العمل، لأنه سيكون أحد الجوانب الأساسية التي يجب الاهتمام بها في الأشهر المقبلة، بعد فترة طويلة من التوتر والقلق.

هناك أفكار مثل: دقائق للراحة بين الساعة والأخرى، اجتماعات إنسانية للتعارف، صفحات اجتماعية خاصة بالفريق على وسائل التواصل الاجتماعي، ندوة عن بعد يحضرها خبير نفسي ... وغيرها لكثير.

ما اود مناقشته هنا، هل نحن كمجتمع شرقي متدين في حاجة لتمرينات التنفس واليوجا والتأمل لنهدأ؟ أم ان تاريخنا الطويل مع رسل الله والعبادات المختلفة يصقل شخصياتنا في مواجهة الموت والمرض ومشكلات الحياة؟ أم انها الرغبة في تقليد الغرب حتى في متلازمة التعب؟

وبخصوص مجال العمل، كيف ستقوم - كقائد أو كعضو في فريق العمل- بالترفيه عن باقي أعضاء الفريق؟