أغلبنا يعتقد  أن ما يحول بيننا وبين إقامة مشروعنا الخاص، هو وجود رأس المال وعمل التخطيط اللازم وفقط! ولكن هل سألنا أنفسنا، هل أنا أصلح لإدارة مشروعي الخاص؟ هل أمتلك من المقوّمات الشخصية التي تؤدي لقيادة ناجحة؟ هل أنا متحصل على الكفاءة والخبرة اللازمتين؟ بالإجابة على مثل هؤلاء الأسئلة، يصل المرء لأحد القراريْن، إما أن يدير مشروعه الخاص به، أو أن يُسنده لآخر. ولكن هل من الممكن أن أترك مشروعي يديره غيري؟

إن كبار المستثمرين في سوق المال لا يتجهون لإدارة المشاريع بأنفسهم، إذ نجد شخصًا من هؤلاء مُستثمرًا أمواله في خمسين مشروع مثلًا! فليس من المعقول أنه سيدير كل هذه المشاريع الهائلة بنفسه. والمثال على ذلك مجموعة تُدعى بـ"أصحاب رأس المال المغامر"، وهم مجموعة من المستثمرين يملكون أموالًا طائلةً، ينفقونها على المشاريع الناشئة، والتي يتوسّمون فيها نجاحًا، بسبب فكرتها وتخطيطها القوي، ووثوقها في الإمكانات والمقومات الإدارية لصاحب الفكرة، فيثقون في الاستثمار في مشروعه تحت ريادته.

إن شريحة كبيرة منا ليسوا بمتخصصين في الإدارة المالية، والتي هي عصب المشروع، ولا أقصد بذلك الإدارة المالية البدائية من تسجيلٍ للنفقات والأرباح وفقط، وإنما أعني الإحصاءات التي يمكننا أن نبني عليها بعض التنبؤات، وذلك باستخدام برامج المحاسبة المتخصصة، فإن لم نشأ إسناد أمر الإدارة المالية برُمّتها إلى ذلك المتخصص، فلنقم بتعيينه وتوظيفه تحت قيادتنا على الأقل؛ إذ أن وجود محاسب خبير يدير الأمور المالية سيُشكل عونًا كبيرًا على نجاح المشروع.

إنني بشكل عام لا أُلزم بتوجُّه معين، فيما يخص أمر الإدارة، ولكني ألفت النظر، أن أمر الإدارة يحتاج مقومات قيادية، وإلمام بنواحٍ متخصصة، توفر على المرء أمر التعلم والخبرة عن طريق الفشل والإخفاق! فإن رأى صاحب المشروع في نفسه مثل ذلك، فليُدر، وإن لم يجد، فليُسند الإدارة لمن هو مؤهل لها.

ما هو رأيك؟ هل ترى أنه يجب ألا يدير المال إلا صاحبه؟ أم أنه يتوقف على الخبرة والمقومات؟