في أجواءٍ باكرةٍ من الصباح، وفي طريقي لعملي، يُلفتُ نظري ظاهرةً مُنتشرةً بشدة في مصر، أجدها في شوارع كثيرة من حولي، وعلى طرق السفر كذلك، وهي انتشار عربات القهوة؛ إذ أجد شبابًا مُثابرًا يقفون بسياراتٍ على جانب من جوانب الطريق يبيعون القهوة والشاي ومشاريب ساخنة أخرى.

تروقني هذه الظاهرة من نواحي كثيرة، أبرزها هي البساطة في الأمر؛ فهؤلاء شباب سخّروا الجزء الخلفي من السيارة، وبالمناسبة فهذه السيارة ليست بالضرورة أن تكون سيارةً فارهةً، كسيارة من ماركة (چيب) أو نحوها، بل أجد شبابًا يستعملون في ذلك سيارات متقادمة جدًا، كسيارات من ماركة (فيات ١٢٧) أو نحوها، فيستعملون الجزء الخلفي من السيارة ليضعوا فيها ماكينة قهوة وشاي، إضافةً لأكواب بلاستيكية يبيعونها للمارة، سواء أكانوا مارّين بسياراتهم، أو على أقدامهم. 

كذلك فيروقني الأمر من جهة أنه لا يزال هنالك شبابٌ لم يستسلموا للظروف المعيشية من حولهم، حيث قلة فرص العمل، وإنما ينحتون في الصخر؛ إذ يقفون بالسيارات تلك، في الشوارع في ظروف طقس قاسية من برودة وقت الفجر، فلم يُثنِهم ذلك عن المُثابرة والكفاح.

بعد أن استهواني الأمر، أخذتُ أبحث في الموضوع وأصله، فوجدت أنه ليست كل السيارات سواء، وأن الأمر لا يعدو أن يكون أمرين، الأول أن بعض تلك السيارات تتبع بالفعل شركات مختلفة تقوم بتوظيف بعض الشباب وإعطاءهم سيارات عمل، والثاني أن بعض السيارات الأخرى جهدٌ ذاتيٌ من قِبَل شباب مستقلين، أتوا بلوازم الأمر ونزلوا بسيارتهم ليسعوا ويكدّوا، محوّلين سياراتهم لمتجر يديرونه كمشروع حقيقي.

هل رصدتم مثل هذه ظاهرة ببلدكم؟

وما رأيكم فيها؟