استقلالية الوظائف، هل يمكن للموظف أن يقوم بأداء أكثر من مهمة في نفس المؤسسة؟

لا أعتقد أن هناك شركات ناجحة قد تعطي للموظف أكثر من منصب، فالموضوع به تشتت وضغط عمل على الموظف، ومهما كان مخلصا ومجتهدا لن يتمكن من الإخلاص ١٠٠٪ بكل وظيفة وهذا بالطبع سينعكس على الشركة وسير العمل.

خلال مشواري بحياتي العملية حكوميا وخاصا واقعيا وعن بعد لم أصادف هذا النوع مطلقا، حتى بالجهات الحكومية رغم قلة الموارد المالية لكن لم يلجأوا لهذا أبدا، هناك عمالة وهناك كفاءات لما يفعل ذلك.

أما أن يعمل الموظف في أكثر من شركة فهذا وارد جدا، بسبب الظروف الاقتصادية ومتطلبات الحياة تفرض هذا النمط على الكثيرين، لذا طالما يستطيع أن ينجز ويحقق التوزان فلما لا خاصة أن لا توجد شركة ستحتفظ بموظف إنتاجيته قليلة أو غير فعال.

وبالطبع لا نحمل موظف مجتهدا عبء موظف أو شخص لا يطمح أو لا يطور من نفسه لينال الوظيفة، فهذا ليس عدلا، كل شخص يحصل على ما يستحقه وعلى حسب مهاراته وخبرته.

برأيك هل يصلح موظف واحد لأداء أكثر من مهمة وظيفية في مؤسسة واحدة؟

لا يصلح نفس الموظف، واتباع تلك السياسة يحرم المؤسسة من التطور، والتغير. لأن من شروط نجاح المؤسسات فى رأيى هو وجود فريق عمل ناجح، ووجود عدة عقول مبدعة. لكن اقتصار شخص واحد على عدة أعمال سيجعل العمل نمطياً للغاية، وربما يتسبب فى انهيار المؤسسة.

برأيك هل يصلح موظف واحد لأداء أكثر من مهمة وظيفية في مؤسسة واحدة؟

العديد من الموظفين يمتلكون خبرات ومهارات تؤهّلهم لشغل أكثر من مهمة في آنٍ واحد، لكن بشكلٍ عام تكون هذه المهام مترابطة مع بعضها البعض من حيث الخصائص والمخرجات. مثل هذا النوع من الموظفين يُعرفون باسم "الموظف الأخطبوط" كنايةً عن أذرع الأخطبوط المتعددة، وكذلك الموظف مهامه متعددة وقد يُنجز ويعمل بشكلٍ جيد في كل واحدة.

وكنت قد أشرتُ لهذا النوع من الموظفين في مساهمة سابقة يُسعدني أن تقرأيها وتتركي لي تعقيبًا عليها.

لكن إن كان تعدد المهام للموظف بتكليفٍ من إدارة الشركة ولتوفير في النفقات، فأجد أن ذلك سيكون سببًا في الحد من إبداعه وتقليل إنتاجيته.

من الطبيعي أن يتسلل التعب من تعدد المسؤوليات له وتكليفه بأشياء فوق طاقته وفي النهاية سينعكس ذلك سلبًا على الإنتاجية.

وهل فعلاً سيؤدي لزيادة البطالة في المجتمعات.

إن كان نفس الموظف يشغل أكثر من منصب في المؤسسة ومنصاب مختلفة، من الطبيعي أن يكون ذلك حرمانًا لآخرين متخصصين أكثر في المجال.

لكنني لا ألوم المؤسسة أو الشركة أو حتى الموظف ذات نفسه. في البدايات بشكلٍ خاص، لا تسمح الموارد المالية بتوظيف أكثر من عدد معيّن، وتلجأ الشركة لاختصار عدد الموظفين بمنح آخرين مهام إضافية لإنجازها.

الإشتغال على أكثر من وظيفة في آن واحد يشتت الذهن ويستنزف الطاقات ويقضي الشخص معظم الوقت في العمل مما يؤدي به إلى الملل والإكتئاب .

هناك من يرى أن قلة الكفاءات في تسيير المؤسسات او الاعمال الموكلة هو السبب الرئيس لإختيار عامل واحد يقوم بمهام عدة .

يرى العامل أن عمله بوظيفتين في نفس الوقت يجعله يوفر المال وفي حالة إذا مافقد وظيفة يمكنه ان يبقي على الأخرى لكن هذا إجحاف في حق الكثير من البطالين أصحاب الشهادات حيث ان اليد العاملة والكفاءات تتوفر بشكل كبير لكن إحتكار المؤسسات لمناصب العمل وتأكيدهم عن أهمية الخبرة في التوظيف تلغي أصحاب الشهادات حديثي التخرج وهذا ما يساهم في رفع مستوى البطالة .