من أبرز المشاكل التي تواجه الكثير من القادة هو خلق التوازن بين الجانب الإنساني من حيث مراعاة الموظفين وتقديرهم من الناحية الشخصية والجانب العقلي من خلال سلطته على كل ما يتعلق من مهام العمل واساليب التنفيذ وإلزام الموظفين به، خاصة لو كان القائد لديه فريق كبير من الموظفين يُشرف عليهم، حيث يلجأ بعضهم إلى الشدة والحزم كأسلوب للسيطرة على الفريق، في حيث أن القيادة تحتاج إلى جانب إنساني، ولذلك يفشل معظم القادة الذين يفتقدون هذا الجانب.

من أبرز النظريات التي طرحت صور القادة وأساليبهم مع هذين الجانبين هي دراسة مصفوفة أوهايو التي سُميت نسبة إلى الجامعة التي تمت فيها، أو ما يُطلق عليها نظرية البُعدين، حيث تم التركيز فيها على أهم بُعدين في السلوك القيادي، وهما :

القيادة المُرتكزة على التوجيه وتنظيم العمل: حيث يرتكز إهتمام القائد هنا على الإنتاجية وتحقيق الهدف من العمل، ويتلخص دوره في وضع الأهداف وتقسيم المهام وتقييم الموظفين بحسب نتائج عملهم .

القيادة المتركزة على تقدير الأفراد: وهنا يهتم القائد بالموظفين بشكل شخصي ويسعى للحصول على محبتهم ويفعل كل ما يُزيد من رضاهم عنه ويجعلهم يرغبوه قائدهم .

يبدو أن البُعدين مُتعارضين في تحقيق الهدف، ولكن من خلال هذين البُعدين ظهر لنا 4 صور للقادة موجودة فعليًا في سوق العمل، وهم :

القائد الأول : هو قائد يهتم بمهامه الخاصة فقط، إرشادي أكثر من كونه فعال، يعمل على وضع الخطط والأهداف وتقسيم المهم بدون أي إهتمام بالإنجازات والنتائج أو تقدير للموظفين .

القائد الثاني : وهنا يكون القائد حريص على كل المهام العملية من خطط وتنفيذ وإشراف وإرشاد وكذلك تقييم الإنتاجية وتحقيق الهدف، ولكنه يفقد عنصر التقدير الإنساني مع موظفيه .

القائد الثالث : يُحاول القائد تحقيق المعادلة المتوسطة بين الإهتمام بالعمل والهدف والإنتاجية، وكذلك الإهتمام بالموظفين بشكل شخصي وتقديري، ولكن يُعطي النصف في كل منهما، فلا يُركز على الإنتاجية بقدر كاف ولا يُركز على الإهتمام بالموظفين، وتكون الأمور في يده دائمًا بالمنتصف.

القائد الرابع: وهو القائد الذي يُفضله الكثيرين، حيث أنه يجمع بين النجاح في العمل والهدف والإنتاجية والإشراف، وكذلك يحرص على الإهتمام بالموظفين من الناحية الشخصية والإنسانية، ويُقدر ظروفهم عند الحاجة ويبني فريق العمل من الناحية العملية وكذلك يُعزز الجوانب الإنسانية.

يبدو القائد الرابع هو الأفضل، ولكن يُنتقد هذا النوع من القادة من البعض، حيث أنهم يروا أن هذا النوع سيفتح بابًا لتلاعب الموظفين من الناحية الإنسانية، والتحايل على القائد للتهرب من العمل.

بينما يؤيد البعض القائد الثاني الذي يُركز على الجانب العملي فقط، ويرون أن الجانب الإنساني لابد أن يُفصل تمامًا أثناء العمل حتى يتم أداء العمل على أكمل وجه بدون أعذار لا دخل للعمل بها .

ما هو الأسلوب القيادي الأفضل من الأساليب الأربعة المذكورة؟ ولو كنت قائدًا .. ما هو أسلوبك الخاص الذي يُمكن أن تتبعه مع الموظفين لكونه الأفضل بعيدًا عن تلك الأساليب الأربعة؟