متي تختار الوقت المناسب لتوسيع نطاق عملك؟

في رأيي يجب أن تكون هناك رؤية شاملة ودقيقة تنظر للمدى البعيد الذي يحققه المشروع، إن قمتُ بتوسيع النطاق ماذا سأتوقع؟ ماذا سأستقبل وكيف سأتصرف إن فشلت؟

كل هذه الأمور تحتاج إلى تريّث كما تحتاج إلى دقة في التعامل معها، بعد النظر ووضع الاحتمالات والبناء عليها أمراً مهماً جداً يقتضي أن تكون كصاحب مشروع عارفاً بما هي الأمور التي قد تطرأ بنسبة 80%.

الـ20% المتبقية يمكن عدم تنبؤها بدقة كون الواقع سيختلف إلى حدٍ ما عن الخطط والاحتمالات الموضوعة، وهذا طبيعي ويحصل ولا ينتج عنه خلل فادح يؤدي إلى الفشل الكامل.

لكن لو كانت النسبة أكثر من ذلك فأنت معرض لأن تكون عملية التوسع غير متزنة، سترى أنك تنهض بكل شيء دفعة واحدة مثل مصاريف الوظيفيين والمكاتب واجاراتها والفروع لكن في الوقت نفسه ليس بين يدك شيء تلمسه كنتيجة.

في رأيي الوقت المناسب لعملية التوسع هو أن تكون هناك حاجة لها، هناك حاجة من العملاء لها وهناك فائض لديك في الطلب على منتجات مشروعك بالتالي تستطيع أن تشعر بالحاجة والفارق الذي سيؤديه هذا التوسع.

إن اتخاذ قرار توسيع العمل والانتقال من مشروع صغير إلى متوسط الحجم يُعتبر خطوة تحتاج إلى مجازفة وأظن انها ضرورية.

متى تصبح خطوة ضرورية؟

1. عند تكوين قاعدة عملاء ثابتة،، ولاء العميل.

2. توافر سيولة مناسبة لتوسيع المشروع

3. وبالتأكيد،، وجود منافسين كُثر في نفس المجال، هنا تصبح الحاجة للتوسع بهدف التميّز والبروز بين المنافسين الآخرين.

وكما ذكرت، فقرار التوسع مجازفة،، لكن إلى متى سيظل المشروع على حاله ونفس حجمه؟ حتى لو عني ذلك توظيف موظفين جدد وزيادة في المصاريف، لكن إن كانت التوسعة مبنية على دراسة جدوى مضبوظة وهناك استراتيجية واضحة، فإن العائد المادي المتوقّع من التوسعة سيُغطي على أي تكاليف إضافية.

في النهاية، فإن المشاريع التجارية تحتمل النجاح أو الفشل،، وفشل التوسعة لن يعني فشل المشروع بالكامل، يُمكن العودة إلى المشروع الأصغر حتى تعديل الأخطاء السابقة وتكوين قاعدة مالية ملائمة، ثم الانطلاق مجددًا. المهم أن لا يبقى صاحب المشروع يُراوح مكانه فترة طويلة من الزمن لأن العميل دائم البحث عن التجديد، ويلفت نظره المشاريع الحديثة.

لو أنني صاحبة مشروع صغير ، وواتتني أفكار عن الأيام الأولى لنشاطي التجاري ، عندما كنت وحدي ، وكل مستندات الشركة عبارة عن ملف واحد، والأن أنظر فأرى شركتي كبرت وأصبحت شيئا رائعا. وقتها قد أفكر أنني نتيجة توافر كثير من الأرباح ونتيجة خبرة تكونت لدي عن النجاح ، قد أفكر وقتها في مزيد من التوسع .

ولكن الأمر لا يتعلق بالمال فقط، إن المال سيؤدي إلى زيادة فرص النجاح والثقة ، لكن تطوير الأعمال يؤدي إلى المزيد. عليّ أن أفكر بشكل أكبر في المزيد من العملاء والمواقع والموظفين. وفي منتجات عالية الجودة ، وتحسين تجربة العملاء ، والابتكار.

في بعض الأحيان تقوم الشركات بتوسيع نطاق عملها لاغتنام الفرصة. وفي أوقات أخرى ، تتوسع لتضمن البقاء.

بعد بحثي في الموضوع لاحظت أن عدد من الخبراء في المجال ينصحون بشراء مبنى الشركة منذ البداية في منطقة يمكن أن يتم توسعة الشركة بها مستقبلًا بالاتفاق مع صاحب الأرض أو العقار، بدلًا من اللجوء إلى تأسيس مكاتب في أماكن أخرى بعيدة عن الشركة عند التوسعة.

وكذلك يجب وضع خطة كاملة للربح التقريبي على مدار العام، فكما قلت التوسعة تحتاج إلى موظفين إضافيين، قد يكفي ربح الشركة لسد مرتباتهم في البداية، ولكن هل سيستمر هذا أم سيشكلون عائقًا على الشركة بعد فترة؟

لذا يجب وضع خطة متكاملة للتأكد من أن الشركة تتحمل تكاليف تلك التوسعة، وأن تأثيرها الإيجابي واضح.

فهل عدم القدرة علي تلبية إحتياجات المزيد من العملاء بسبب نقص المخزون أو نقص الموظفين تعتبر علامة جيدة لإتخاذ قرار توسيع نطاق العمل؟

أرى أن هذا من أكبر دوافع صاحب المشروع لتوسعته، فنقص المخزون أو الموظفين وعدم القدرة على سد حاجة العملاء تعتبر نقطة سلبية وخطر على مستقبل الشركة، لذا فالتوسعة في تلك الحالة ضرورية، لسد حاجة العملاء وتغطية أكبر قدر ممكن من السوق.

أما بخصوص الوقت المناسب فهذا يعتمد على نوع نشاط الشركة نفسه، فكما ذكرت من قبل، إذا لاحظت بعد التخطيط الدقيق أن الشركة ستكون قادرة مثلًا في العام القادم كاملًا على سد مرتبات الموظفين الجدد بالإضافة للموظفين الحاليين بأرباحها، فهذا يؤكد أن الوضع المادي للشركة جيد وصالح لتوسعة الشركة وسيتحمل تكاليف تلك التوسعة، عند التأكد من تلك النقطة، يُمكنك البدء وتوسعة مشروعك.