هل أبدأ فى تنفيذ مشروع من الصفر أم أشتري مشروع قائم بالفعل؟

الأمر يختلف من مشروع لآخر، هُناك مشاريع يُمكن إعادة هيكلتها، وأخرى لا ... فالأمر متوقف على المشروع، وجمهوره المُستهدف، والشرائح المُتعددة له، وإذا كان بينتش مُعين أو لا، أو له عدة شرائح يُمكن العمل عليها، أو شريحة واحدة فقط مُستهدفة ... إلخ.

تكلمت في السابق عن أمر مُشابه لهذا الأمر في مجال الإيكوميرس (الدروب شيبنج)، وهو لماذا نعمل على تجربة مُنتج جديد دائمًا، بينما هُناك مُنتج يبيع له عدة شرائح، وأكثر من أنجيل، ويُمكن العمل عليه، وأخذ قطعة من الكعكة الكبيرة؟ لماذا نقوم بتدوير العجلة من الصفر بينما يُمكننا إعادة تدوير العجلة السابقة؟ ...

الامر له فوائد، وسلبيات، في المثال الخاص بالبدء من الصفر، انت تأخذ السوق كله لوحدة، بمعنى الكعكة تكون كلها لوحدك، وفي حال نجاحك سوف يأتي مُنافسين، وتُقسم فيما بينكم، بالإضافة إلى ذلك مهما ما كُنت مُتقدم بمشروعك، ودخل مُنافسين، في بعض الظروف لن تستطيع دائمًا البقاء في القمة مع أنّك الذي بدأت المشروع، وهذا ما حصل فعلاً في إحدى المنتجات التي كُنا نعمل عليها، لأنّ هُناك تنانين بمعنى الكلمة في كل مجال، حيث أصبحت المنافسة معهم صعبة عندما دخلوا على نفس المُنتج المُقدم من قِبلنا.

أما إعادة تدوير العجلة، الجميل فيها يكون ضمان الربح كبير بشكل نسبي مقارنًة من البدء بعجلة جديدة، حتى لو كان الهامش صغير، فهذا الأمر في النهاية من بداية دخولك به، وأنّت تعلم أنّك سوف تأخذ قطعة من الكعكة، ومن بعدها سوف يحترق المُنتج، وتبدأ بالبحث عن إعادة تدوير صغيرة.

في الاولى قد يكون هامش ربح أكبر، وأكثر في حال النجاح، في الثانية أرباح مُتقطعة ولكن قد تصل إلى أرباح كبيرة أو مقبولة مُقارنًة برأس المال ... بالنسبة لي أعمل الأثنين في مجالي، أقوم بتجربة منتجات جديدة، وفي حال نجاحها، نقوم بحرقها بشكل تسويقي كبير، قبل دخول أي مُنافسة، وفي حال الفشل نقوم بعمل تيست ثم تيست ثم تيست .. إلخ.

وفي نفس الوقت، نعمل على المنتجات التي تبيع في الوقت الحالي، وندخل المنافسة، ولكن ذلك يتم بعد عمل ريسيرش أو سيرش كبير حول من هم منافسيني، وكيف سوف ندخل هذه المنافسة، وهل يُمكننا الدخول أو لا ... إلخ

أظن أن بناء مشروع من الصفر هو الحل الأمثل، فمهما كانت الصعوبات التي ستواجهني فإن ذلك سينفعني على المستوى البعيد، لأنه سيساهم في بناء قاعدة عملاء بدأت معي الرحلة من البداية، لذا فإن لديها ولاء لي والتي ستضمن لي النجاح مهما حدث ..

أما إن قمت بشراء مشروع جاهز وكما قلتَ سأعيد هيكلته، وبالتالي سأقوم بالتسويق للشكل الجديد للمشروع والحفاظ على قاعدة العملاء، وهو ما أراه فى نفس صعوبة البدء من الصفر.

أعتقد أن لكل قرار ظروفه الخاصة، الأمر لا يأتي من تفضيلاتنا وحسب، بل يجب دراسة كل قرار على حدى.

فالقرار الأول أرى أنه يأتي كون الفرد لديه أفكاره الخاصة والتي يريد تطبيقها كمشروع، وفي الحقيقة المشروع الناجح قد يبدأ بفكرة ليست مدروسة تماماً، ربما هو حاجة معيشية، لا أتحدث بالطبع عن المشاريع العالمية فهي خاضعة تماماً للدراسات الاداراية والمالية، لكن أتحدث عن قدرة شخص في بداية طريقه على فتح مشروعه الخاص، فأرى هنا أنه سيبداً ويتعلم ويكتسب الخبرات والمهارات، حتى يصل إلى مستوى يؤهله ليطلق عليه رائد أعمال.

أما عن القرار الثاني، فأجد في الأساس يجب أن ينبع من خبرة واسعة وإطلاع معمق وقدرة إدارية كبيرة في فهم متطلبات المشروع القائم لأجل تنميته إن كان قد توقف، ومن أجل استمراريته إن كان ناجحاً، لا أحد يمكن أن يستلم مشروعاً قائماً فقط لأنه يريد ذلك مثلاً، أجده قراراً مهماً على صاحبه أن يكون ذو خبرة كبيرة وهذا لا يتطلب حدوثه إن كان لدى الشخص فكرة مشروع يريد أن يبدأها بقرار شخصي.

إذا كنت مستثمر عادة تشتري مشروعا قائم الذات و حقق نجاحات فعلية مع أو بدون الدعم ،أما إذا كنت مبادرا أو ريادي أعمال وليس لديك رأس مال كاف فتبدأ من الصفر و تتطور مع أن إمكانية الفشل كبيرة .

الموضوع يعتمد على الفكرة التي أريد أن أنفذها ولكل جانب من هذا أو ذاك مميزات وعيوب والقرار يعتمد على المحصلة، سأشرح لك بمثال من الواقع لتتضح الرؤية، قرر زميل أن يشتري صيدلية جاهزة وتعمل ولديها زبائنها حتى يتخطى مرحلة تكوين العملاء والمرحلة الأصعب بكل مشروع وهو البداية دائما، ولأن المتحكم الأول بسعر الصيدلية هو دخلها اليومي فلابد أن يصرح المالك عن هذا وبالفعل حدث ذلك واتفق واشتراها ولكن أهمل نقطة مهمة وهي الفيدباك من العملاء على المكان، بمعنى قد يكون الدخل اليومي مرضي لي لكن قد يظل الفيدباك السيء من العملاء القدامى عائقا لك لتحقيق دخل أكبر وهذا ما كنت ستتفاداه إن أنشأت المشروع من البداية.

لذا دراسة القرار من جميع الجوانب وبكل وعي يجعل أي جانب سأؤيد إن قررت تنفيذ فكرة بعينها هل أبدأ من البداية أم يمكنني توفير الوقت وأحصل على مشروع جاهز.

هناك نقطة أود أن أذكرها أيضا، أن شراء مشروع مربح ومستقر وبه قاعدة عملاء كبيرة لن يكون بالمبلغ الهين لأنه يدرك تماما أنه يقدم لك دجاجة تبيض بيضة من ذهب.

الأمر محصور بالخبرة فقط

ببساطة يا محمد من الصعب علي مثلاً أن أقوم شركة فيسبوك الآن ، ستخسر أنا متأكد ليس لعدم أهليتي لهذا الموضوع لكن ليس لدي خبرة في إدارة الشركات التقنية .

بنفس الطريقة عند استلام أي مشروع سنصطدم بحاجز الخبرة ، إن لم يكن لديك خبرة به و بطرق تسييره و تمويله و جلب الاستثمارات ستخسر لو كنت من أنجح الناس في أمور أخرى.

وهنا يفضل أن تقوم بخوض تدريبات في مشاريع مماثلة ثم البدء بمشروعك الخاص والتعارك معه و إن لم ينجح معك رغم فهمك لكل تفاصيل العمل لا مانع من الشراء .

لكن في حال كنت خبير بالطبع المغامرة هي الخيار الأفضل !

هذا يعتمد على ماذا نهدف من المشروع ، وهل نريد تكوين مشروع بسيط أم أنه سيكون كبير ، ما هي ظروف الشخص الذي ينوي أن يؤسس مشروع فمثلًا لو لو اخترت مشروع قائم بالفعل ، هنا سكون الأمر أقلّ مخاطرة من تأسيس شركة من الصفر ، وقد استفيد من سمعة المشروع ، ولن أبحث عن عملاء ، هم بالفعل موجودون ، كما أنني سأوفر وقت وجهد من خلال المشروع القائم ، فهنا لن نحتاج إلى بذل مجهود أو قضاء وقت اكبر أو نبحث عن تمويل وغيره، لكن في حال أن سمعة المشروع سيئة وأن هناك ديون كبيرة موجودة على المشروع ، فبالتأكيد سيتلاشي هذا الخيار ، لِذا يجب علينا أن نبحث ونتحرى في هذه الأمور.

في المقابل هناك من سيختارأن يبدأ في تأسيس مشروع من الصفر ، كي يتلاشى المشاكل القديمة ، والديون المتراكمة أو السمعة السيئة وغيره

كل الخيارات مطروحة وليس هناك قوانين ثابتة لنجاح الشركات الناشئة، لكن لو كان القرار لي لاخترت (الأثنين) كيف؟

بدايةً أقوم بتأسيس المشروع من الصفر، ثم أقوم بشراء والاستحواذ على مشاريع أخرى في صميم عملي حتى أكبر وأنمو بشكل قوي وصحيح. - هذا خيار ليس سهل بالطبع- وستحتاج لجهد مضاعف، وستحتاج إلى تمويل، وإلى مستمر يثق في أفكارك.

إن كنت مبرمجا بامكانك أن توظف مبرمجين يقومون ببرمجة أجزاء من التطبيق وأيضا يمكنك الاستفادة من واجهة برمجة التطبيقات api الان هناك api تؤدي كل الوظائف حتى هناك سوق للـ api

حسب نوعية المشروع والاهداف منه والخطة المرتبطة به

الجواب بسيط وسهل بناء على المعطيات