"كل شخص خلق من أجل هدف عليه أن يبحث عنه في حياته" وكل منا عليه أن "يؤثر في العالم بطريقيته"، وأن يكون شديد الإنتاجية طول حياته، كما عليه أن يكون قياديا يأخذ بيد الآخرين نحو أهدافهم السامية، متحليا بالإيجابية في كل المراحل ومستمتعا بكل التفاصيل، حتى السيئة منها، هذا ما يردده مختلف مدربي التنمية البشرية عبر السنين، وهو ما قد يكون سبب الرواج الكبير لهذا المجال سواء في الإعلام أو على الإنترنت.

يرى مدربو التنمية البشرية أننا جميعا يجب أن نكون قادة، وإلا فلا معنى للحياة، وبالتالي علينا أن نكون أصحاب مشاريع، نمضي بها قدما نحو أهدافنا، وبما أن مجال ريادة الأعمال مازال الحديث عنه غير رائج مقارنة بالتنمية البشرية، فإنه بدأ يصبح لصيقا بها، يستمد منها الكثير من المفاهيم التي أعتقد أنها خاطئة.

1- فكرة جيدة = مشروع ناجح

تقول التنمية البشرية أن كل شيء يبدأ بفكرة، وهذا صحيح، لكن يصلح للبداية فقط، أما النجاح فلا يكون إلا بتوفر عدة شروط أخرى، كالمثابرة والعلم والتمويل الجيد والعلاقات المفيدة، وأحيانا الحظ.

2- الصواب هو ما تراه أنت صوابا

كم من شركة أفلست بسبب هذا المبدء، أو تأخرت مقارنة بمنافسيها في أفضل الأحوال، ولنا في Xerox أحسن مثال، فأين هي من Apple وMicrosoft، وهي التي كانت السباقة إلى ابتكار أغلب التقنيات التي نستخدمها اليوم، قررت أن تتخلى عن كل تلك الابتكارات في سبيل التركيز على الطباعة.

3- رائد الأعمال مدير نفسه

هذا صحيح إذا نظرنا إلى الأمور بدون تعمق، لكن في الواقع يجب على رائد الأعمال أن يلبي حاجيات عملائه الأصعب من حاجيات المدير، كما لا يتخذ رائد الأعمال قراراته بنفسه فقط، بل عليه أن يعود إلى مجلس الإدارة والشركاء.

4- المخاطرة بكل شيء هي الأساس

هناك بعض النماذج عن رواد أعمال اضطروا إلى المخاطرة لتحقيق النجاح، لكن التعميم هنا يخرجنا من جادة الصواب، فهناك نوعان من المجازفة، واحدة محسوبة العواقب مع خطط بديلة، يمكن بفشلها تصحيح المسار والحد من الخسائر، والثانية غير محسوبة العواقب قد تؤدي إلى نتائج كارثية.

5- المشاهير قدوتك، اترك الجامعة مثلهم

بغض النظر عن المغالطات المنطقية الموجودة في هذه الفكرة، والتي تحدثت عنها في موضوع سابق، يبقى ترك الدراسة مجرد مرحلة أملتها ظروف رواد الأعمال المشاهير هؤلاء، وليست أمرا إجباريا يجب علينا جميعا أن نمر به.