مع الليل أقضي أيامي المتوالية. .لأسرد له ماعانيته من هذيان صدري بأفكار خانقة ! عبرت داخلي واستعمرته، أثناء كل محاولة مني بالهروب نحو النوم ..أخبره أنني أعيش كل ليلة من لياليه المعتمة حفلة ذات ضوضاء ، صاخبة تصدح في روحي وتسلبها هنائها ، حفلة احضرها جسدا بالإكراه رغما عني، بزي فاخر صنع من إبتهاج مفتعل، لأخرس أفواه كل من يتسائل عن حالي. . ذلك الحال المعروف . . حيث اظل احادث وحدتي الطاهرة . . اقاسمها أجمل لحظات العمر المتبقي مني. . وأسرق منها لقلبي المنتحب كل ماهو مطمئن، بعيدا عن إزدحامهم الغير مجدي بشيء . .
صديقي الليل
كنت أعاني من هذه المشكلة في فترة ما في حياتي. كنت ألقي نفسي على السرير متمنيًا النوم لكن لا أستطيع، فكما وصفتي هي حفلة ذات ضوضاء صاخبة تدور بداخلي تتراقص فيها أفكاري، بالنسبة لي الأمر لم يكن أجمل لحظات عمر أشاركها مع الظلمات لكن كان فترة من جلد الذات على الأيام الضائعة من عمري بل هدف و قلق مستمر لمستقبلي، ساكن مكاني بلا حراك "تمثال من الخارج و كرة لهب مشتعلة من الداخل"، أنا في عادتي مؤمن أن أي حدث غير طبيعي في حياتي كمرض، أذهب و أستشير الطبيب فهو سيعطيني تشخيص و حل لمشكلتي. و الوقاية خير من العلاج.
هل هذه حالة مستمرة؟ إذا كانت مستمرة يجب أن ننتبه لها فهي حالة تسمى "التفكير المفرط" "overthinking" هي حالة لا نستطيع التوقف عن القلق، ممكن حتى أشياء لا نستطيع التحكم فيها، أيضًا نذكر أنفسنا كثيرًا بأخطاء قد اقترفناها في الماضي "جلد الذات"، و نسترجع اللحظات المحرجة في ذهننا مرارًا وتكرارًا. كل هذه الأحداث ما هي إلا فوضي في داخلنا يمكن أن تؤدي إلى أمراض نفسية أكبر "كالاكتئاب و الرهاب الاجتماعي" ستتحول كل هذه من مجرد ساعات قليلة في الليل نتصارع فيها مع عقولنا إلى صراع دائم مع عقولنا مع العالم المحيط.
لقد مررت بتجربة العلاج و هي بسيطة لكن محتاجة إلى الصبر:
- نكتشف السبب الرئيسي للتفكير: مثال "إذا كنا نفكر كثير في ماضينا أو مستقبلنا ما هي أسباب التفكير فيهم، أنريد أن نتعلم من ماضينا أم نريد التخطيط للقادم"
- نركز على الحقائق: هل ماضينا سينفعنا في شئ إلا في الاستفادة من أخطائنا أو خوفنا من المستقبل منطقي دون أن نتخذ خطوة"
- نقبل أنفسنا كما نحن: الكل يوجد فيه عيوب، الكل يبحث عن الرفيق الذي يسانده، و إن لم يكن فلنكن رفقاء أنفسنا لكن ليس لتدمير أنفسنا بسبب التفكير السئ بل لإعلاء أنفسنا للمكانة التي نريدها.
و ما إلى ذلك من الحلول البسيطة لكن يجب أن نتخذ خطوة.
حسناً.. هذا ما نعايشه حين تصيبنا حالة الكآبة والرغبة بالانعزال..
التوحد وأناكِ شعور لذيذ، حتى وإن رافقه البؤس أحياناً..
نحتاج كثيراً لخلوة معنا، دون العالمين، خلوة لنعود نعرفنا من جديد.. لندركنا ونعرف على أيّ أرض أقدام أحلامنا واقفة!!!
جميل هو النصّ الذي تناجي فيه الأنا أناها.. على أن لا يسيطر هذا اللون كثيراً على المرء حتى لا تدمنه نفسه..
والآن هل يمكنني التوقف معكِ قليلاً كادي؟؟
في الليل نقضي الساعات لا الأيام لأن الليلة عبارة عن ساعات، لكن لو قلتِ مع الأيام أقضي الليالي كانت ستكون صحيحة..
أخبره أني أعيش كلّ لحظة.. ساعة... حالة.. ولكن ليس ليلة من لياليه لأنّ لياليه هو وليست جزءاً منه..
بعيداً عن ازدحامهم غير المجدي.. لا تعرّفي غير بأل التعريف وإنما عرّفي ما بعدها، والحالة الوحيدة لتعريف غير إن لم يتبعها تابع.
محاولة جيدة للاقتراب من أناك.. فقط أحبيها أكثر لتجعليها تبتسم ولا تحزن
تعبير رائع عبرت عما بداخلي عن ساعات وأيام من التيهان وعدم القدرة على التحكم في وقت اشتغال الذهن في التفكير.
فقد عانيت كثيرا من التفكير المفرط، عقل لا يهدأ، حتى مع سكون الليل، الناس نيام وعقلي نشط، تتراقص الأفكار تتضارب حتى التعب.
التعليقات