لقد رأيت الكثير من النماذج في حياتي تسعى للسفر والدراسة خارج الوطن، بل إن بعضهم يختار جامعات ليست معروفة أو قوية فقط لأنها تقع خارج البلاد، في حين أن بعض الجامعات العربية لها مكانة كبيرة جدا بين باقي الجامعات والكثير من الطلاب غير العرب يختارون الدراسة في جامعات عربية،
المجتمع مقتنع بأن الدراسة في العالم العربي غير مفيدة وغير مثمرة وبها الكثير من الأخطاء، ولكن لا أحد يفكر في الإستفادة بشكل كامل من تجربة الجامعات العربية وكون ان بعض المحاضرين العرب هم الأكثر كفاءة حول العالم
ليس الطلاب العرب فقط صدقيني، الجميع تقريبًا مقتنع بأن السفر والدراسة خارج الوطن هو الخيار الأنسب، ولا أعلم الغرض بالضبط، لكن أعتقد أن جزءًا منه للتباهي أكثر من الدراسة نفسها.
أنا شخصيًا عملت كمعلمة لفترة في الهند، ولاحظت أن معظم الطلاب الهنود لديهم أمنية واحدة: السفر لاستكمال دراستهم في كندا، ويسعون بجد لتطوير مهاراتهم ولغتهم من أجل تحقيق هذا الهدف، وهو مثال على أن الرغبة في الدراسة بالخارج ليست محصورة بالطلاب العرب فحسب، لكنها أحيانًا تكون مرتبطة بالصورة الاجتماعية أكثر من الفائدة العلمية.
الامر اشبه بان يقلل الإنسان من قيمة ما حوله فقط لأنه ليس التريند او المتعارف عليه بين الناس، في الحقيقة انا شخصيًا اريد السفر للدراسة في الخارج ولكن لاكون صريحة مع نفسي ف رغبتي بالتعرف على اماكن وثقافات وطرق تفكير مختلفة اكثر من انه للتعليم، ولكن البعض الآخر يكون فعلًا للصورة الإجتماعية، اعلم اصدقاء لي يدرسون في الخارج ويتمنون العودة إلى مصر ولكن يخافون من ان يخسروا الصورة التي بنوها بكونهم يدرسون في الخارج
الجميع من دول العالم الثاني والثالث، لكن لا تقنعيني بأن أغلب طلاب أميركا يريدون التعلم في الخارج، ف لديهم أفضل الجامعات كذلك بعض دول أوروبا.
دول العالم الثالث ببساطة أمم مقهورة مهزومة لم تستفق منه هزيمتها وبالتالي لم تطور تعليمها بالشكل الذي يلائم طموحات الشباب، لذلك يسعى الشباب لتعلموا في مكان أفضل ويقدم تعليم جيد.
بالنسبة للجامعات العربية ففي أغلب التصنيفات لا يوجد جامعة عربية في أول ٥٠ من أفضل الجامعات العالمية.
من خلال ما أراه كطالبة مصرية، السبب ليس التقليل من الجامعات العربية، بل لأن الدراسة في الخارج أصبحت بالنسبة للكثيرين بابًا أوسع وليس مجرد شهادة. معظم من يسعون للسفر يفعلون ذلك بحثًا عن بيئة دراسية وتنظيمية أوضح، فرص تدريب حقيقية، ونظام يعتمد على التطبيق لا الحفظ فقط. إضافة إلى ذلك، هناك رغبة قوية في خوض تجربة استقلال مختلفة، والتعرّف إلى ثقافات جديدة، وفرص عمل بعد التخرج قد تكون غير متاحة بالسهولة نفسها داخل مصر. الأمر في النهاية ليس هروبًا من الجامعات العربية بقدر ما هو بحث عن فرصة حياة أكبر
ولكن الكثير منهم لا يفكر حتى في البحث عن فرصة في الجامعات العربية، اتحدث عن الذين يذهبون للدراسة في جامعات غير معروفة في الخارج والتعليم فيها ليس بالجيد، ف فعلا قد يوجد البعض الذين يدرسون في جامعات معروفة ولها فرص اعلى ولكن الكثير يذهبون لجامعات غير معروفة في حين ان الجامعات العربية افضل منها بكثير
أرى أنه حتى لو لم يكن التعليم جيد فالسفر فرصة ممتازة للتطور على كافة المستويات حقًا ولم تعد القيمة بالشهادة عالميا إلا بنسبة لكن بطريقة التفكير والاجتهاد والانفتاح...
إن لم تكن الجامعة من أكبر "رقم" معين ضمن الجامعات على مستوى "..."، ليكون لها ثقل في السيرة الذاتية للشخص،
فالجامعة لم تعد تهم، بقدر ما تهم المهارات التي لدى الشخص.
هذا ما يفرق في سوق العمل اليوم.
احدثك عن تجربة شخصية، لقد كنت اظن ذلك بالفعل، ولكن التعليم الجامعي مهم للغاية، المهارات مهمة جدًا في سوق العمل وهذا لا خلاف عليه ولكن الجامعات الآن توفر فرص تعلم جيدة ومهارات كثير مهمة للغاية في سوق العمل، لذلك الجامعة والمهارات التي تأتي منها مهمة في سوق العمل وهي التي تفتح مجالًا للشخص للبدأ فيه سواء بالتدريب او العمل
صحيح ان مستوى واسم الجامعة في الحقيقة يضيف يفرق في عملية التوظيف والاختيار وقد شاهدت هذا عن قرب، ولكن في النهاية جميع الجامعات وفكرة التعليم الجامعي مهمة
أنا لم أقل إن التعليم الجامعي ليس مهمًا.
لا زال مهمًا، ولا زال يفرق في عملية التوظيف.
ولكنني أتحدث عن اسم الجامعة، فسواء في أوروبا أو في مصر. الاسم لا يهم. المهم فعلًا ماذا استفدت وماذا طبقت وماذا حققت.
اذا كنا سنتحدث عن مصر ف اسم الجامعة يشكل فرقًا بالفعل، اعرف بعض الشركات التي لا تقبل موظفين الا من خريجي جامعات محددة، وبعض الشركات تضع اسم الجامعة ك ميزة عند اختيار الموظف، ف لا يمكن القول ان من درس مثلًا في الجامعة الامريكية كمن درس في جامعة اخرى غير معروفة
الدراسة في الخارج بالنسبة للطلاب العرب مزيج من الطموح الأكاديمي، البحث عن فرص أفضل، والانفتاح على تجارب حياة جديدة.
التعليقات