علموهم الرسم، حتى وإن لم يمتلكوا الموهبة في صدورهم، علموهم ليدركوا أن العالم من حولهم لا يغدوا كونه خطوطا و أشكال انصهرت مكونة تلك المشاهد المعقدة من حولنا، فتتاصل تلك الفلسفة بداخلهم تلقي بظلالها على العلم اللذي سيبرعوا فيه غدا فيفككوا اعقد الأزمات إلي قطع يسهل التحكم بها، لقنوهم الشعر ليصير ضميرهم في الوحدة و مؤنسهم في الوحشة فيذكرهم أمجاد الماضي و حكمة الاسلاف في الشدائد، علموهم الكتابة ليتحدثوا حديثا يقظ مرتب و نغم لا شية فيه و لا خلل، علموهم فن طي الورق ليعلموا أن الأخطاء تتراكم ككرات الثلج فأحذروا في كل خطوة، علموهم الشطرنج ليعلموا أن النجاح رحلة ليست لحظة، علموهم اللغات فيروا العالم بألف لونا مختلف، علموهم البرمجة، والرماية و السباحة و ترتيب الأزهار و الصيد و التمثيل، علموا أولادكم كل شيء يكسبهم نظرة جديدة للحياة، فكل علم و كل مهارة قبل القواعد يملك فلسفة، فورثوا أبنأكم باقة من فلسفات العلوم أجمع فيروا العالم كل لحظة بشكلا مختلف.