علموهم الرسم، حتى وإن لم يمتلكوا الموهبة في صدورهم، علموهم ليدركوا أن العالم من حولهم لا يغدوا كونه خطوطا و أشكال انصهرت مكونة تلك المشاهد المعقدة من حولنا، فتتاصل تلك الفلسفة بداخلهم تلقي بظلالها على العلم اللذي سيبرعوا فيه غدا فيفككوا اعقد الأزمات إلي قطع يسهل التحكم بها، لقنوهم الشعر ليصير ضميرهم في الوحدة و مؤنسهم في الوحشة فيذكرهم أمجاد الماضي و حكمة الاسلاف في الشدائد، علموهم الكتابة ليتحدثوا حديثا يقظ مرتب و نغم لا شية فيه و لا خلل، علموهم فن طي الورق ليعلموا أن الأخطاء تتراكم ككرات الثلج فأحذروا في كل خطوة، علموهم الشطرنج ليعلموا أن النجاح رحلة ليست لحظة، علموهم اللغات فيروا العالم بألف لونا مختلف، علموهم البرمجة، والرماية و السباحة و ترتيب الأزهار و الصيد و التمثيل، علموا أولادكم كل شيء يكسبهم نظرة جديدة للحياة، فكل علم و كل مهارة قبل القواعد يملك فلسفة، فورثوا أبنأكم باقة من فلسفات العلوم أجمع فيروا العالم كل لحظة بشكلا مختلف.
علموا أولادكم كل شئ و أي شئ إن برعوا فيه أو لم يبرعوا
هذه الرؤية حول تعليم الأطفال هو كل ما يحتاجه الآباء هذه الايام لكي يعلموا اولادهم بشكل صحيح.فإن إعطاء الأطفال فرصة لاكتساب مهارات ومعرفة واسعة تساعدهم على فهم العالم بشكل أفضل وتطوير قدراتهم الشخصية.
أيضاً نحتاج لنشر ثقافة أنه بالنهاية ابنك أو ابنتك لذا لا داعي لأن تكون قاسياً من أجل أن يحصل على شىء هو بنظرك نهاية العالم والمناسب له
ليس كل مايراه الأبوين مناسباً، وليست كل الطرق حباً مهما حاولنا أن نقول عكس ذلك.
أتفق معك خالد بقوة وكنت من فترة أقرأ حول مشاكل الآباء و الأبناء و اختلاف الأزمان فهل تنفع حكمة الآبا ء وتعليمهم للأبناء في هذا العصر؟ قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه: لا تربوا أولادكمعلى ما ربيتم عليه لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم. فالمطلوب من الآباءء استيعاب متطلبات العصرر و علومه وأهدافه . لا يصح أن يحكم الآباء على فشل أو نجاح الابناء من خلال مناظريهم هم للحياة لأن ذلك سيكون إجحاف وفي غير موضعه. على الآباء أيضاً أن ينصتوا إلى حاجات الابناء فليس كل تصور أو فكرة لدىهم خطأ أو غير حكيمة. أعتقد أن كل جيل أدرى باحتياجاته ومتطلباته. أهم شيئ توجيه النظر و إنارة الطريق للأبناء بفتحمجال خيارات واسعة لا فرض خيار بعينه.
سأختلف معك في طريقة الطرح وليس في الطرح نفسه.
اعتقد انه لا يمكننا ان نعلمهم كل شيء واي شيء ، ولا يمكنهم ان يبرعوا في كل شيء واي شيء كما هو مطروح لذيك....لان هذا مستحيل حرفيا، لمحدوديتنا النفسية والعقلية والبدينة كبشر.
لكن ما يجب ان يعلم هو فكرة الانفتاح على التعلم في حد ذاتها، وبرمجة الطفل على أن يجرب اي شيء يمكن ان يشعر برغبة في تعلمه، فإذا وجدنا ما يجبه فعلا، يجب التشجيع على ان يبرع فيه ويتقنه ويحترفه .
اذن ما يهم ليس لن يتعلم ملايير الاشياء بل ان تكون له عقلية المتلهف للتعلم ، لانك يمكن ان تعلمه عشرات الاشياء اجبارا، لكن عندما يصل الى سن الحرية ويتملك وظيفة معينة لن يشعر برغبة في التعلم وهذه كارثة حقيقية .
لذلك الحل هو ان يبرمج الطفل على ان الحياة والسعادة هما التعلم والاكتشاف المستمرين.
علموا أولادكم كل شيء يكسبهم نظرة جديدة للحياة، فكل علم و كل مهارة قبل القواعد يملك فلسفة
هذه الجملة تصف هدف التعلم ببلاغة إبراهيم، بالفعل التعلم يجب أن يكون هدفه الحقيقي هو فهم الحياة والثقافات المختلفة والعلوم والفنون، لأن ذلك ما يجعلنا نستمتع بها بشكل حقيقي ونستطيع تكوين وجهة نظر فريدة خاصة بنا غير مشوهه بآراء الآخرين أو قواعد لا قيمة لها. وترسيخ تلك الفكرة في عقول الأطفال هي بمثابة توريثهم أثمن الكنوز، لأننا نعطيهم أهم شيء وهو حب الفهم والوعي والفضول ناحية كل ما هو جديد ومحاولة استيعابه، فهنا سنكون أمام أجيال غير ناقمة على مجتمعاتها لأنها بالفعل تستطيع تغييرها لما هو أفضل بمزج ما تعلموه من خبرات وثقافات مختلفة.
استمتعت بطرحك كثيرًا، وأتفق معه بشدة.
الفكرة التي تتحدثون عنه شكل أسلوبًا فعّالًأ من أساليب تقديم الدعم للأبناء, نعم من واجب الأهل أن يحفزوا أبنائهم مهما كان الثمن لأنّهم من خلال ذلك يساعدونها على زيادة ثقتهم بأنفسهم وهو ما يساعدهم على تطوير مهاراتهم ونقاط قوتهم. وفي بعض الأحيان فإنّ تشجعيهم يعمل على تطوير مهارات التحليل النقدي لديهم بالإضافة إلى جملة من المواهب الأخرى. يجب أن يكون التعليم شاملاً ومتوازناً، يجمع بين العلوم والفنون والمهارات العملية، لتطوير الأطفال ككليات وتمكينهم من فهم العالم بشكل أعمق وتطوير قدراتهم الفردية ورؤيتهم للحياة. ولكن أنا أرى أنّه علينا أن نبقى واقعيين بشكل الدعم الذي نقدمه لأبنائنا. علينا أن نعي قدراتهم وطاقاتهم وأن لا نسعى إلى تجاوزها. هناك أهل ظنا منهم أنّهم يساعدون أبنائهم، فهم يقومون بتشجعيهم على ما هو مخالف لقدرااتهم وطاقاتهم وهو ما يصيب الطفل لاحقًا بالخيبة. لذلك على هذا الدعم أن يكون مدروسًا.
هل من الطبيعي أن نعلم الأطفال الرسم، والبرمجة، والشعر، والسباحة، والرماية ؟
هل يجب أن نضع الأطفال في هذا الضغط كله من الأساس ؟
وأن نجعل الآباء يشعرون بالتقصير إذا وجدوا أنهم لا يقدمون هذه القائمة الطويلة من الأمور التي يجب تعليمها ؟
العالم مختلف اليوم أعلم ذلك، ولكن كل انسياق وراء الرأسمالية حتى نناسبها، أعتبره تنازلًا لا تقدمًا.
أنا نفسي أحاول تعلم أكثر من شيء، ولكن هل يجب بنفس الطريقة، أن نسحب سجادة الطفولة من تحت أقدام الأطفال ، ونجعلهم جامعيين وأصحاب مشاريع وهم تحت العاشرة ؟
التعليقات