هل الإبداع مهارة يمكن تطويرها أم أنها صفة يولد بها المرء؟

كل شخص لديه القدرة على تطوير إبداعاته، برأيي مكتسب 100%، هناك عدد من الأشياء التي يمكن أن تساعدك على تطوير إبداعك، إذا جرّبناها وتعدّل الإبداع عندنا إذاً الإبداع ليس فطري بل مُكتسب وهذا ما فعلته بالضبط ولذلك من تجربتي الشخصية أنا مقتنع 100% بأنّ الأمر مُكتسب، وهناك عديد العوامل التي تُتيح لك التطوّر، مثلاً: التعرض لمحفزات مختلفة، كلما عرّضت نفسك لأفكار وتجارب جديدة زادت احتمالية أن تكون مبدع، لإنّ الإبداع يأتي بالربط بين الأشياء لا الخلق من عدم، وهذا أمر يجهله الكثير من الناس.

وبما أنّ الإبداع هو عملية ربط بين الأمور غير المألوفة وابتداع جديد منها، فالممارسة مهمّة لهذا الأمر، كلّما تدربت على الإبداع كلما أصبحت أفضل فيه ولتنجح في هذا التدريب والتطوير عليك الانفتاح على الأفكار الجديدة، أن تكون على استعداد لتجربة أشياء جديدة وتحدي افتراضاتك الخاصة، وعدم الخوف من الفشل نهائياً لإنّ هذا الأمر جزء طبيعي من عملية الإبداع، فالإبداع في جوهره عملية تجريب وتخيّل.

الموارد المتاحة لمساعدتك تقليدية، هناك كتب ومقالات ومواقع إلكترونية يمكنها أن تعلمك الإبداع وكيفية تطويره، هناك أيضاً ورش عمل ودروس يمكن أن تساعدك على تعلم مهارات إبداعية جديدة.

فما رأيكم هل تعتقدون أن الإبداع يمكن تحقيقه من خلال العمل الجاد والتحفيز الذاتي، أم أنه يجب أن يكون موجودًا بالفطرة ؟

حسب رأيي فإنّ الإبداع هو مزيج من الصفة الطبيعية والمهارة المكتسبة، فبعض الأفراد يولدون بموهبة إبداعية تميزهم عن غيرهم، ولكن هذه الموهبة تحتاج إلى تنمية وتطوير من خلال التعليم والتدريب والتجارب المختلفة. وبعض الأفراد يكتسبون الإبداع من خلال الجهد والإصرار والتحديات التي يواجهونها في حياتهم. فالإبداع ليس مقتصرا على مجال معين أو نوع معين من الأشخاص، بل هو قابل للتحسين والتغيير بحسب الظروف والفرص والرغبات. لذلك أنا أؤمن بأن الإبداع هو صفة ومهارة في آن واحد، وأن كل شخص يستطيع أن يكون مبدعا بطريقته الخاصة، فعلى سبيل المثال اللاعبان الرياضيان كريستيانو رونالدو وميسي أبرز مثال فاﻷول إكتسبها بالعمل والجهد والإصرار والثاني موهبة وُلدت معه.

لإبداع هو سمة معقدة تتضمن توليد أفكار أو حلول أو مفاهيم جديدة وقيمة. من المعتقد عمومًا أن الصفات الفطرية والمهارات المكتسبة تساهم في إبداع الفرد. في حين أن بعض الناس قد يكون لديهم ميل طبيعي نحو التفكير الإبداعي..

فيما يلي تفصيل لكيفية كون الإبداع مزيجًا من الصفات الفطرية والمهارات المكتسبة:

• الصفات الفطرية: قد يمتلك بعض الأفراد صفات فطرية معينة تجعلهم يميلون للتفكير الإبداعي. يمكن أن تشمل هذه الصفات نهجًا جديدا لحل المشكلات ، والاستعداد لاستكشاف الأفكار غير التقليدية ، والميل إلى إقامة روابط فريدة بين المفاهيم التي تبدو غير مرتبطة ، ومستوى عالٍ من الفضول. يمكن أن تخلق هذه السمات المتأصلة أساسًا للتفكير الإبداعي ، لكنها لا تضمن أن يكون الشخص مبدعًا باستمرار دون مزيد من التطوير.
• المهارات المكتسبة: يمكن تطوير الإبداع وتعزيزه من خلال الجهد والممارسة المتعمدين. هناك العديد من التقنيات والأساليب والتمارين التي يمكن للأفراد المشاركة فيها لتعزيز التفكير الإبداعي. وتشمل هذه:

1-تجارب متنوعة: يمكن أن يؤدي الانفتاح على العديد من الثقافات والتخصصات ووجهات النظر إلى تحفيز الأفكار وطرق التفكير الجديدة.

2- التأمل والتفكير: يمكن أن تساعد ممارسة التأمل وأخذ الوقت للتفكير الأفراد على إقامة روابط بين تجاربهم وتوليد الأفكار.

3-العصف الذهني وتوليد الأفكار: يمكن لتقنيات مثل العصف الذهني ورسم الخرائط الذهنية والتفكير الجانبي أن تساعد في توسيع نطاق الأفكار وتشجيع الحلول المبتكرة.

4-التعاون: يمكن أن يؤدي التفاعل مع أشخاص من خلفيات ومجالات مختلفة إلى تبادل وجهات النظر المتنوعة ، والتي يمكن أن تلهم التفكير الإبداعي.

5- التجربة والمخاطرة: يمكن أن يؤدي تبني التجربة والانفتاح على المخاطرة إلى أفكار وحلول خارقة.

6-التعلم والتحسين المستمر: الانخراط في التعلم المستمر والبحث عن معرفة جديدة يمكن أن يوفر وجهات نظر جديدة ويلهم التفكير الإبداعي.

أعتقد أن الإبداع يمكن تحقيقه من خلال العمل الجاد والتحفيز الذاتي، ولكن أيضًا أنه يجب أن يكون موجودًا بالفطرة. أعتقد أن الإبداع هو مزيج من الطبيعة والتربية، وأنه يتأثر بالعوامل الوراثية والبيئية. أعتقد أن هناك بعض الأفراد الذين يولدون مبدعين، ولكن هذا لا يعني أنهم لا يحتاجون إلى تطوير قدراتهم الإبداعية. كما أعتقد أن هناك بعض الأفراد الذين لا يولدون مبدعين، ولكن هذا لا يعني أنهم لا يستطيعون تحقيق الإبداع. أعتقد أن كل إنسان لديه إمكانات إبداعية كبيرة، وأنه يحتاج فقط إلى استخدامها وتطويرها.

لا شك أن الإبداع هو تحصيل حاصل ولا يأتي من لاشيء، فحتى صاحب الموهبة يجب عليه الإجتهاد لصقلها والعمل على تطويرها من أجل إحراز نتائج مُبهرة. لذلك فأنا أعتقد بأن الإبداع يعتمد بالدرجة الأولى وبنسبة كبيرة على الموهبة الفطرية، ثم على الإجتهاد المستمر الذي يمكن أن يُتوج بتحقيق نتائج مماثلة للأشخاص الموهوبين ولكن بعد جُهد جهيد.

لدي تجربة صغيرة في هذا الموضوع أنا التي اخترت دراسة الهندسة المعمارية لتي تعتمد على الرسم والمواهب الفنية رغم أن تفكيري عقلاني بنسبة كبيرة. في السنة الأولى واجهت صعوبات كبيرة في رسم لوحات بسيطة لأنني كنت أفضل حل حسابات معقدة على تلوين بعض الرسومات. لكنني في نهاية المشوار الدراسي اكتشفت أن طريقة تفكيري قد تغيرت بالفعل وصرت أعتمد على البيانات البصرية أكثر من أي شيء آخر كما أن مهاراتي في الرسم قد تحسنت بشكل كبير مقارنة بأول مرة. غير أني أصدقك القول بأنني لازلت أستغرق وقتا أطول بكثير من زملائي لخلق فكرة مميزة أو رسم مشهد مُبهر وذلك لأنني أعتمد بشكل أساسي على اجتهادي المكثف في هذا المجال دون موهبة مميزة.