في طفولتي كنت أطمح لدخول مدارس STEM ، كانت بمثابة الحلم وقد وفقني الله لدخولها والتخرج منها ، ولمن لا يعرف ففكرة النظام التعليمي STEM تم تطبيقها في أمريكا وعدد من الدول الأوروبية وفي الشرق الأوسط داخل مصر ، وSTEM هي اختصار للآتي :

Science

Technology

Engineering

Mathematics

كما هو واضح يا حسوبيين من خلال الاختصار ، فالمدرسة تعتمد على تأهيل الطلاب ليكونوا باحثين والتفوق أكثر في المجالات العلمية ، وبالتالي فهي مدارس ذات طبيعة خاصة تقوم الدراسة بها على مبادئ وأسس معينة منها :

- نشاط الفصول الدراسية مختلف : يُصبح دور المعلم توجيهيًا بشكل كبير ، فالطلاب يتم تقسيمهم إلى خمس مجموع ات ، كل مجموعة مكونة من خمس أفراد ، فلا يتخطى عدد الفصل ٢٥ طالبًا ، الطلاب مسؤولون عن تحضير المادة العلمية على هيئة عروض تقديمية ويتبادلون الأدوار ما بين باحث وكاتب ومصمم ومُقدم ، ومن ثم يبدأون داخل الحصة بعرض الجزئية التي يدرسونها بشكل تفاعلي ، ويعمل المعلم على إشعال الجانب النقدي لإدارة النقاشات .

- التعلم الذاتي : فالطلاب لا يتم تلقينهم داخل الفصل ، كما لا يتم إلزامهم بأي كتب دراسية ، بل يُفتح الباب أمامهم للقراءة من مراجع تفصيلية أو أي مصدر يدرسونه في مقابل تحصيل المادة العلمية التي هي في الأساس أكبر بكثير مما يتلقاه الطلاب في سنهم ، أذكر أن منهج الفصل الدراسي الواحد قد يعادل منهج عام كامل أو أكثر في نظام الثانوية العادية .

- الدراسة التطبيقية : يجب على الطلاب أن ينجزوا مشروعًا بناءً على بحث علمي ، ذلك المشروع يعملون عليه كمجموعات ، يتم طرح إحدى التحديات ومتطلبات التصميم ومن ثم يبدأ الطلاب في البحث وإيجاد الحلول بناءً على منهجية معينة ، كذلك يقومون بكتابة ذلك في بحث علمي وإنشاء نموذج مصغر ، مرورًا إلى عرض ذلك المشروع في يوم مميز أمام أساتذة جامعة مختصين في منطقة البحث من أجل التقييم .

النظام ليس نموذجيًا ، يحمل الكثير من العوائق التي سأتطرق لها مُستقبلًا في مساهمات أخرى حسب تجربتي في المدرسة ، لكن السؤال الذي يشغل بالي هل يُمكننا تطبيق ذلك النظام في الثانوية العامة بالشكل التقليدي ؟ ماذا لو طبقناه هل سيغير فعلًا مجرى التعليم الأكاديمي داخل الدول العربية ؟ أيضًا ما التحديات التي قد تواجهها ؟