متى تقول أنك تلقيت التعليم الكافي في هذا المجال؟

اعتقد ان التوقف عن التعلم بأي مجال سيجعلك تتأخر في مستواك مهما وصلت فمهما وصلت لمرتبة علمية أو حصلت على أعلى الشهادات بمجال عملك فلابد الا تشعر بالإلمام التام بكل جوانب المجال فقد يتطور هذا المجال أو ربما تنسى انت بعض ما تعلمته لكن المواظبة على التعلم أو مشاركة الاخرين من علمك بالشروع في التدريس مثلاُ سيجعلك على تواصل دائم بمجال عملك وتبقي على تحديث وتطوير مهاراتك الفنية والتقنية وتحفيز ذاكرتك واثراء عقلك وتجنيبه الركود والتوقف عن الابداع

التعليم لا ينتهي أبدا، ولكن قد يقل في الكم ويرتفع بالكيف، وهذا ملاحظ جدا بين طلاب الجامعة ثم الدراسات العليا، والدورات من وقت لآخر، أيضا الموظف قد يتعلم أكثر من مديره، لكن مديره يكون متخصص أكثر في ما يتحصله

القول بأن التعلم مدى الحياة ليس ضروريًا يعتمد على افتراض أن الممارسة وحدها كافية في بعض المجالات، مثل الفنون أو الرياضة. لكن لا يمكن أن يكون هذا التوجه مناسبًا في عالم يتغير بوتيرة سريعة حتى في مجالات تبدو تقليدية مثل الفن أو الرياضة، تتغير الأدوات، التقنيات، وحتى طرق التفكير باستمرار. قد يعتقد البعض أن الخبرة وحدها كافية، لكن ماذا عن الفرص الضائعة لتبني تقنيات جديدة أو التفكير بأساليب مبتكرة؟

التعلم ليس فقط اكتساب شهادات أو معلومات جديدة، بل هو قدرة على التكيف مع التغيرات التي لا يمكن للممارسة وحدها أن تواكبها دائمًا. ربما يأتي الشعور بالاكتفاء من التعليم حين يتوقف الشخص عن الشعور بالحاجة لتطوير مهاراته، هذا ليس اختيار منه بل هو جمود وعدم قدرة على المواكبة.

للأسف يظن البعض أنه كلما أخذ كورسات وكلما تعلم أكثر كلما كان أفضل، وهوا على العكس إذا لم يتوفر أمر واحد هوا مفتاح السر فى هذا الأمر وهو التعليم بناءاً على هدف أو التعلم المحدد بهدف، لأانه أى شئ بلاهدف لامعنى له، فلو أن شخص يتعلم الفوتوشوب فقط لأنه وجد زملاءه يتعلمونه بدون وجهة ولاهدف سيتعلمه لكن لن يحقق منه الكثير أو لن يكن على علم أو دراية بماهو كافى أو لن يكون له مقياس ليحدد من خلاله أنه تم تحقيق الهدف أم لا فإن كان حقق الهدف يمكنه البدء فى هدف جديد أو تكامل هدف بهدف أكبر وهكذا، لكن أسوأ مايحدث كثيراً فى هذا العصر هو التعليم بلا هدف وهذا تعوده الكثيرون منذ السنة الأولى الإبتدائية للأسف حتى وقت التخرج من الكلية.

بينما البعض الآخر يعتبر أن التعلم مدى الحياة ليس ضروري. وأن الخبرة العملية تكفي في بعض المجالات دون استمرار التعليم

أتفهم شخصية من يتخذ هذا الفِكر نهجًا، غالبًا هذا النوع من الأشخاص يفضل العمل المكتبي الروتيني الذي لا يتغير إلا كل عدة سنوات ويكون حجم التغير طفيف ومتعلق بطريقة عمل ليس إلا.

حتى مَن طبيعة عملهم مرتبطة بمواهب كالفنون يلزمهم التعلم المستمر ومواكبة الجديد في مجالهم، فمثلاً الرسم في السابق يختلف عن الآن، متاح حاليًا الرسم الالكتروني، لوحات إلكترونية يتم ربطها ببرامج مثل Adobe Illustrator وغيرها، لاحظت صديق لي كان سابقاً يرسم مخطوطات عربية على لوحات، الآن يعمل بهذه الطريقة.

لذلك أرى أن التعلم لا يتوقف أبدًا، فهو مستمر باستمرار الحياة.

التعليم والتعلم لا يكتمل أبدا، فهناك دائما مستجدات في جميع المجالات، وعلى الانسان أن يطارد التعلم والفهم، والانفتاح على التطور والإبداع ومواكبة التغيرات، وإلا وجد نفسه متأخرا وتُجووِز (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) ويجب ربط التعلم بهدف، كي لا يتشتت الفرد بين المجالات والمعارف، ويضيع الكثير من الجهد والوقت.

إن الحصول على شهادة في مجال معين يُعتبر فقط إكمال عدد معين من ساعات المساق والنجاح في الاختبار، لكن هل يتم اعتبارها كدليل على مستوى خبرتك في المجال أو إتقانك للمهارة؟

أعتقد أن التعليم لن يتوقف مع التطور السريع للمجالات.