منذ الصباح وهناك احتفال على وسائل التواصل بشأن تغيير وزير التربية والتعليم، وهذا بالطبع من قبل أولياء الأمور، والحقيقة الوضع غير منصف ومقاوم للتغيير.

منذ أن تولى الوزير الأسبق طارق شوقي ملف التعليم بمصر وهو من أخطر الملفات التي يمكن العمل عليها، وخلال خمس سنوات أجرى تعديلات جذرية، ولأول مرة منذ سنين ويما ما يقرب لربع قرن أجد تغييرات بالمناهج وبطرق التدريس، وبأساليب الشرح.

أجرى تغييرا جذريا على مفهوم التعليم وجعل عملية الفهم هي العملية الأساسية عند كافة الطلاب، ابتداءً من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية، ورغم الهجوم الكبير الذي تعرض له من أولياء الأمور لكن فعليا من سيطلع على المناهج ويحاول فهم آلية المنهج سيدرك مدى حجم الاستفادة.

اتكلم من خلال تجربة وليس اطلاع وفقط، وحتى إن كان له سقطاته فهي لا تقارن بالتغيير الذي طرأ على المنظومة بأخر خمس سنوات، سواء من خلال تطوير المناهج أو تطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس من خلال إخضاعهم لامتحانات تقييم مستوى، وتطوير أدائهم من خلال دورات، وتغيير نظام الامتحانات بالثانوية ليكون اختيار من متعدد مبني على الفهم وليس حفظ المعلومات وكبها، ناهيك عن بنك المعرفة المصري، وقنوات مدرستنا التي تبث دروس لكافة المراحل وبطريقة ممتازة، ومحاربته بشتى الطرق للدروس الخصوصية التي تستنزف البيوت المصرية.

ما استغربته فعليا أننا حاربنا التغيير بكل الطرق، لم نقف عند الإيجابيات وقيمناها لكن وقفنا عند السلبيات وضخمناها، لماذا دوما لا نقبل التغيير بسهولة، ولماذا دوما هناك مقاومة لغير المألوف؟