التعلم الذاتي لغير المتعلمين, كيف أبدأ التعلم العصامي؟

على حسب ما جاء في كتاب "the science of self-learnin" هناك ثلاث أشياء يجب التعرف عليها لتحقيق أقصى استفادة من التعليم الذاتي في أي مجال:

• التعرف على مبادئ التعليم الذاتي و التي تتمثل في ثلاث "الثقة، إدارة الذات و التعلم"، يجب أن تكون واثق بأنك قادر على تعلم ذلك المجال، بعد ذلك يجب التحكم في الذات وتجنب جميع التصرفات التي يمكنها إعاقتك في رحلة التعلم، هكذا ستكون قادر على التعلم بدون عراقيل.
• اختيار الطريقة المناسبة في التعلم للاستفادة من أكبر قدر ممكن من المعلومات ومن بين أبرز هاته الطرق نجد طيقة  "SQR3" التي تتكون من أربع أقسام:

1. قراءة سريعة للمحتوى
2. طرح أسئلة مبنية على القراءة الأولى 
3. القراءة بتروي
4. سرد المعلومات و قراءتها جهرا

• التنظيم و هو أهم شيء لضمان الاستقرار في التعلم، و يعني إنشاء جدول و منهج دراسي، أي تحديد أوقات معينة أو نهج معين في الدراسة لتجنب بعض الضغوطات و المشاكل النفسية كالإحباط والملل و القلق… التي تعد واحدة من بين أكبر التحديات التي يمكن مواجهتها في التعلم.

كي أكون صريحًا، أنا أعزو أي نجاح وصلت إليه خلال الفترة المنصرمة على الصعيد المهني للتعليم الذاتي، حيث أنني أحبّذ بشكل كبير لنا جميعًا في شتى المجالات اتخاذ التعليم الذاتي في الحسبان. علينا أن نمتلك القدرة والصبر على الاستمرارية في الحرص على مناهج التعلم الذاتي ومصادره. إضافةً إلى ذلك، فإن العصر الحالي يحتم علينا التعامل مع التعلم الذاتي كواحد من مستلزمات الحياة، نظرًا للأدوات والمواد والإمكانيات المتاحة لنا في العصر الحالي، والتي لا يمكن تجاهلها.

بالنسبة لي أول تجربة تعلم ذاتي حقيقية كانت من خلال دراسة الماجستير، لا أنكر مدى صعوبتها بالبداية، فنحن الجيل الذي تعود على المذاكرة بالكتب بمعنى فكرة أن تجري باحثا لمدة معينة كان نادر الحدوث ولم نجريه إلا بالجامعة فقط، فكان الأمر يسبب أزمة كبيرة بالنسبة لي، وأهم نقطة كنت المرجعية، كيف أتأكد من مرجعية ما أدرسه أو كيف أثق بالمحتوى الذي اقرأه.

وساعدني بذلك المشرف، حيث أخبرني أن جميع المقالات الموجود على الإنترنت ليس مرجعا يمكننا الاعتماد عليه، ولكن نعتمد كليا على الأبحاث لمرجعيتها العملية، واعتمادها على مصادر موثوقة بمجالها.

وكنت اعتمد على www.sciencedirect.com وهو المصدر الرائد في العالم للبحوث العلمية والتقنية والطبية. هناك بالتأكيد أبحاث مفتوحة وأخرى لابد شرائها بالمال.

ثم بعد ذلك توصلت لبنك المعرفة المصري

بنك المعرفة المصري (EKB) هو أكبر مجموعة في العالم من الموارد التعليمية المتاحة عبر الإنترنت. ويمكن الوصول إلى موارد البنك مجانًا لكافة المصريين، حيث يوفر بنك المعرفة المصري مقاطع فيديو، ومقالات، وموارد أخرى لمساعدة المصريين من كافة الأعمار على تطوير معارفهم ومهاراتهم في إطار القرن الحادي والعشرين.

وكان من أجمل المبادرات التي أفادتنا وقت إنشائه.

هناك أيضا المكتبات الجامعية والعامة مصدر ممتاز للتعلم، ويوفرون نظام للاستعارة.

هناك أيضا مراكز تعلم بالجامعات الحكومية وتقدم برامج ودورات تدريبية معتمدة لأن الفريق القائم عليها من أساتذة الجامعة وبالتأكيد الشهادات معتمدة من الجامعة.

وعن آخر تجربة لي بالتعلم الذاتي عندما قررت تعلم البرمجة وكان هدفي من التعلم المعرفة قبل العمل، لأننا في عصر أصبح تعلم البرمجة أمرا هاما، ومن خلال المنصة هنا منذ بداية انضمامي بدأت أتابع أكاديمية حسوب، وموسوعة ويكي والتي هي من أروع الأدوات المساعدة في تعلم البرمجة، وبعدها قررت الانضمام لدورة علوم الحاسوب، كونها دروة شاملة وبالفعل مساراتها المتنوعة جعلت لدي خلفية جيدة مقارنة عما كنت عليه، وبعدها الآن بدأت هذا الشهر الالتحاق بدورة تطوير واجهات المستخدم وحتى الآن أسير بها بشكل يحمسني كثيرا دعواتكم لاستمر وانهيها بأقرب فرصة.

أرى أن التعلم الذاتي هو أفضل أنواع التعلم لو وجدت الرغبة والانضباط الذاتي، فهذا الأمر يضفي طابع القوة على عملية التعلم، فعملية التعلم الذاتي تمنح الفرد معرفة أكبر من المعرفة التي يحصل عليها الطالب الأكاديمي، فمن الممكن أن يدرس الإنسان مناهج عدة جامعات في آن واحد بدون التوجه لأي جامعة من الجامعات، فقد يقوم شخص بقراءة منهج ماجستير إدارة الأعمال للعديد من الجامعات الكبرى في العالم، وبذلك يكون الفرد قد اكتسب كمية كبيرة من المعرفة أكبر من المعرفة التي يكتسبها طالب كل جامعة من تلك الجامعات،

فخلاصة القول أن عملية التعلم الذاتي فعالة للغاية إذا ما ارتبطت بالرغبة الحقيقية في التعلم، ويمكن للفرد أن يكتسب المعرفة اعتمادا على عملية التعلم الذاتي فقط، ومن الممكن أن يتفوق المتعلم الذاتي على الطالب الأكاديمي.

التعلم الذاتي لا غنى عنه الأن لأي حد

حاولت قبلا تعلم الأسبانية على اليوتيوب وكانت تجربة شيقة ومفيدة، لكنني توقفت لدراسة الروسية في الجامعة.

بالاضافة إلى كورس ابراهيم عادل كأفضل مصدر تعلم ذاتي للانجليزية

وأتابع في العطلات دورات علم شرعي في منصة هداية التي توفر شرح الدروس واختبار بعد كل درس.

لكن لا يسعنا إنكار أن معظم المصادر المفيدة تكون بالانجليزية، فالمحتوى العربي الاحترافي نادر للغاية.

 هل هو صادر عن دار نشر؟ أم مجرد كتاب نشره صاحبه على الانترنت؟ وبالتالي لا يمكننا التأكد من شهادته الأكاديمية وحقيقة إلمامه بالمجال, قد تكون معلوماته كلها خاطئة, عكس كتب دار النشر التي تتأكد من صفة الكاتب والنبذة الشخصية عنه.

لا يمكنني قراءة كتاب بدون توصية من صديق أو من خلال موقع Goodreads، فمع بداية هذا العام وضعتُ قائمة لا بأس بها من كتب وروايات في مختلف المجالات. أتمنى أن أصل للهدف الذي وضعته من وراء اضافة هذه القائمة.

 عن أي موضوع عن طريق كتابة رمز 101 وهو النظام الترتيبي للمستويات الأكاديمية بالولايات الأمريكية المتحدة, ف101 تعني السنة الأولى, و201 السنة الثانية.

من الجيد أنك ذكرت هذا الأمر، فلم ألتفت إليه مسبقًا أبدًا.

والآن عزيزي القارئ هل لك تجربة مع التعلم الذاتي؟ هل لك رغبة في ذلك مستقبلا؟ وماهي المصادر أو المنهجية التي تقترحها؟

تجربة التعلّم الذاتي كانت مقتصرة على مجال تخصصي آنذاك، أيضًا في فترة ما تعلّمت أساسيات في التصميم ولكن لم أواصل تعلّمي للأسف. في الوقت الحالي بدأت منذ فترة بسيطة في الالتحاق بدورة في علوم الحاسوب، أشعر بالحماس تجاهها بشكل كبير. اعتقد أنني سأقطع شوطًا لا بأس به في الفترة الحالية والمقبلة إن شاء الله.

وماهي المصادر أو المنهجية التي تقترحها؟

أكاديمية حسوب مهمة جدًا وخاصة لِمن يرتأي تعلم البرمجة ولمن يعانون من مشاكل في تعلّم البرمجة باللغة الإنجليزية، فكون الأكاديمية تقدم محتوى دوراتها باللغة العربية، فالأمر أصبح سهلًا لمن لديه الشغف في تعلّم البرمجة. أيضًا موقع ويكي من المواقع المهمة كونه يدور حول كيفية عمل الشيء وفي اكتساب المعرفة والمعلومات الموثوقة. حتى المواقع الأخرى مثل موقع Medium، هارفارد بزنس ريفيو وموقع forbes هي مهمة بالنسبة لي.

فيما يخص التعلم بشكل عام، والتعلم الذاتي بشكل خاص لا أعتمد أي مصدر إلا بعد التأكد منه بشكل تام، فلو كان لدي شك ولو بسيط حول عنصر ما من عناصر العملية التعليمية، فغالبا أفضل عدم الخوض في هذه الدراسة من الأساس... فالثقة بكافة مصادر العملية التعليمية هي أهم شرط للبدء بها - من وجهة نظري -.

سبق أن طبقت ذلك عند تعلمي للتسويق الرقمي ذاتيا، وكذلك أنوي تطبيقة عند البدء بتعلم التصميم في المستقبل القريب.

التعليم الذاتي أصبح اليوم ضروري جدا، بسبب عدم مقدرة التعليم الأكاديمي على تغطية جميع المجالات.

أما عن نفسي فقط جربت التعليم الذاتي كثيرا، قبل سنتين جربت تعلم اللغة الإسبانية لكنني لم أستمر وتوقفت عند الشهر الثالث، لأن الاستراتيجية التي اتبعتها لم تكن مجدية

وهذه السنة أيضا قررت دراسة علم النفس وقرأت هنا وهناك، لكن بسبب أنه لا يمكنني ممارسته دون شهادة أكاديمية توقفت، وقد وجدت دورات تقدم في علم النفس في بلد آخر، لكن لم أستطع دفع رسومها، فأجلت الأمر ولم أتخلى عنه.

واشتركت أيضا في أكاديميات أونلاين، مثل البناء المنهجي وصناعة المحاور ومازلت مستمرة مع التقصير، لكن التعليم الذاتي فعلا تجربة تستحق، ويمكنه أن يعوض الكثير مما ضاع علينا تعلمه في المدارس والجامعات.

والآن عزيزي القارئ هل لك تجربة مع التعلم الذاتي؟ هل لك رغبة في ذلك مستقبلا؟ وماهي المصادر أو المنهجية التي تقترحها؟

نعم لي تجربة مميزة أذكرها هنا للفائدة ، فقد قمت العام الماضي و في إجازتي التي امتدت ل6 أشهر بالإنضمام لدورات تدريبية عبر الإنترنت في مختلف المجالات منها الصحافة و اللغة الإنجليزية و العلوم السياسية و تعلمت منها الكثير و حصلت أيضاً على شهادات اتمام الدورة ، كما أفكر في الدخول إلى امتحان الآيلتس قريباً ، و أرغب في خوض المزيد من التجارب مستقبلاً إن شاء الله ، لدي اقتراح واحد لمن يود البدء بالتعلم الذاتي ، استغل الإنترنت ، بدلاً من إضاعة الوقت في تصفح المنشورات على الإنستغرام و الفيسبوك لساعات قم بالتسجيل في دورة مفتوحة أو محاضرة لأحد الأساتذة في المجال الذي ترغب به ، أو اقرأ المزيد عن مجالك و شاهد الفيديوهات ، و ابحث عن أي سؤال يتبادر إلى ذهنك ، فأنا مثلاً تعلمت التصميم عبر الإنترنت بنفسي و هناك الكثير من المنتديات المتخصصة بذلك استفدت منها .

مرحبا أ جواد

لقد جدت بمعلومات قيمة بارك الله فيك ،

مهارة التعليم الذاتي اصبحت ضرورية أنا ولله الحمد اكتسبت عدة مهارات بالاعتماد على التعلم الذاتي منها مهارة الكتابة واللغة الإنجليزية والتصميم

على سبيل الصراحة لا أحسب أنني امتلك تجربة تعلم ذاتية ناضجة بالقدر الكافي لمشاركة اي نتائج نافعة او نصائح، ولكني أمتلك محاولات امتدت لعدة سنوات من التركيز على محاولة التعليم الذاتي، ومن تلك المحاولات المليئة بالفشل أظنني أدركت الكثير من الأخطاء والمشكلات التي يقع فيها كثير من الناس عند محاولة بدء التعلم الذاتي.

المشكلتان الأكبر في التعلم الذاتي هي الشتت ، وعدم الالتزام.

بشأن التشتت فتنوع مصادر التعليم خارج السياقات الأكاديمية هي ميزة دون شك، ولكنها كذلك تدعو للتشت في احيان كثيرة، وبشكل خاص في ظل غياب المنهج الواضح الذي يرتقي بالمتعلم من المستوى المبتدئ إلى المتقدم، ويمكن طرح عدة حلول للنقاش في هذا الجانب ولكن قبل ذلك اسمحوا لي بالانتقال لنقطتين.

بشأن عدم الالتزام والتسيوف فذلك في الغالب أحد أكبر المشكلات التي تواجه الناس بشكل عام، وغالبا هي النقطة الفارقة بعد توفيق الله بين من يحققون النجاحات ومن يبقون في أماكنهم، ولا توجد حلول سهلة في هذا الجانب للأسف إلا أن يصبر الشخص ويعوّد نفسه، ويوجد نصائح كثيرة في هذا الجانب ناقشتها كتب التنمية على كل حال، وربما أفضل محتوى عربي قدم إفادة في هذا الجانب هو قناة علي محمد علي.

النقطة الأخرى التي يجدر الانتباه لها هي مهارات التعلم، فسيختصر المتعلم الطريق على نفسه كثيرا إذا تعلم كيف يتعلم قبل كل شيء، وقد يكون البعض لاحظ بالفعل الإشارة الضمنية ربما لاحد أشهر المساقات على كورسيرا تعلم كيف تتعلم ، وربما ملخصه من قناة دروس اونلاين سيكون كافيا، ولكني لا أعتقد أن ذلك القدر من التعلم حول كيفية التعلم سيكون كافيا أيضا، فمن المهم أن يجرب الشخص استراتيجيات مختلفة بشكل مستمر في عملية التعلم، كتقنية فاينمان للتعلم على سبيل المثال، وأن يطالع بشكل مستمر أساليب مختلفة، ولا يحصر نفسه بأسلوب اعتاده منذ صغره قد يكون أكبر عائق له في تعلم العلوم بشكل صحيح وسريع.

الآن دعونا نعود مرة أخرى أخيرا لمسألة التشتت:

ذكرتَ في كلامك بعض المعايير الجيدة لتحديد المحتوى، ولكن يمكن الذهاب ابعد من ذلك صراحة، فبدلا من الاعتماد في مسألة الكتب على دور النشر يمكن البحث عن بعض الكتب المعتمدة في بعض الجامعات، ويمكن مطالعة ترشيحات الناس للكتب على الانترتت واراءها ونقاشها حول الكتب الأنسب، والبحث عن سيرة الكاتب كذلك وآراء القراء.

وقد يكون البدأ بمدخل او اي دورة تحت تصنيف 101 أمر جيد، ولكن دفعا للتشت كذلك أرى من الجيد أن يحاول المتعلم إيجاد منهج تعلم كامل ،او حتى ينظم واحد لنفسه إن كان يمتلك الوقت والقابلية لذلك عن طريق تتبع مناهج بعض الجامعات، أو لو بحث فغالبا سيجد أشخاصا قاموا بالفعل بترتيب بعض المناهج المتدرجة، على سبيل المثال مجتمع OSSU يضع منهج متدرج لدراسة ال Computer science يتألف من أكثر من 50 مساق من المستوى المبتدئ حتى المتقدم، ويوفرون منهج آخر للرياضيات.

ومنصة كورسيرا من المنصات الجيدة كذلك التي توفر قدر كبير من المساقات مقسمة بين المستوى المبتدئ والمتوسط والمتقدم، ولكن يظل برأيي أن الكتاب في الغالب هو الأنسب، بجانب المساقات الجامعية على شكل محاضرات التي تصورها بعض الجامعات وتنشرها أمثال MIT و ستانفورد، ويوجد كذلك مساقات جامعة زويل المصرية قامت بشيء جميل، وغيرهم.

ولكن على الشخص أن لا يشتت بسبب كثرة هذه المصادر بل بالعكس، يجدر به ان يحدد مصدر معين ويلتزم به، وفي النهاية ستكون هناك دائما فرصة لتعلم المزيد على كل حال لذا مجرد البدأ والالتزام فذلك شيء قيم بجد ذاته.

وأنا افترض أن المتعلم يمتلك تصور واضح لأهدافه من التعلم وفائدة تعلم ما يريد تعلمه عليه، وإلا كل هذا الحديث عن محاولات دفع الشتت لن يكون لها قيمة من دون تحديد هذه النقاط الأولية.

واخيرا لا يمكنني الحديث عن التعلم الذاتي صراحة من دون الإشارة لمشروع وشخص الاستاذ احمد الحسيني وفقه الله وبارك فيه وجزاه خيرا، anaHr فهو نموذج رائع ،سواء من حيث محتوى تعليمه، او من حيث تعلمه الذاتي، فعلى الرغم من تخرجه من كلية تخصص علوم الأحياء، فهو يعمل في تكنولوجيا المعلومات ودروسه واستعماله لحسوبه يوضح قدر كبير من الاحترافية والمعرفة، ولم يقتصر على ذلك وحسب، بل دروسه عن الرياضيات والفيزياء شيء آخر تماما، فاعده نموذج محفز للغاية في هذا الجانب، وهو ليس الوحيد بالتأكيد، وفي نهاية الأمر يجدر بالمتعلم ان يدرك ان الأمر إنما توفيق من الله على الحقيقة ويحسن التوكل، فلا شيء أنفع له من هذا.