"وما المشكلة، فقط إنترنت قوي، وحاسوب أو هاتف حديث، ما مشكلة التعليم عن بعد، لا أفهم؟!!"

كنت في نقاش مع أحد زملاء أخي الذي نشأ منذ صغره بالعاصمة، لم يعرف طبيعة الحياة في المدن والقرى الصغيرة بشكل عام، أخبرته أنني أعتقد أن هناك إيجابيات وسلبيات لكل تجربة، وأنا شخصيا تحدثت أكثر من مرة في مساهمات مختلفة عن التعليم الإلكتروني، وناقشنا إيجابياته وسلبياته ومقترحات تطويره في ظل استمراره لعامين دراسيين حتى الآن، وربما يكون هذا الرقم قابلا للزيادة في ظل الظروف الحالية.

أخبرته أن ما يزعجني حقا في مبدأ التعليم الإلكتروني بشكل عام، أنه لا يوفر العدالة في حق التعليم، فهناك من يمكنه الحصول على تعليم جيد، وهناك من يستطيع الحصول على تعليم ممتاز، والبعض قد لا يتمكن من أخذ حقه في التعليم أصلا!!

أراد أن يوضح لي أن هذا الأمر غير صحيح، واستند لحقيقة يعيشها:

زملاءه جميعا يمتلكون حواسب وهواتف حديثة.

هم بالأساس يدرسون حاليا في جامعة خاصة، يدفعون مبالغ طائلة سنويا.

ومستوى معيشتهم فوق المتوسط، بدا لي حرفيا أنه وزملاؤه لا يواجهون أي مشكلة.

لكن بالعودة لأرض الواقع، وبالنظر لحالنا نحن أبناء الطبقات المتوسطة والفقيرة، فالأمر ليس بهذه البساطة!

شبكات المحمول أصلا سيئة فما بالك بالإنترنت!

شراء هاتف حديث أو حاسب شخصي ليس بالأمر الهين، وغالبا لن تجد من يتحصل على الاختيارين، فإما الهاتف الحديث، وإما الحاسب الشخصي!

مشاكل إنقطاع التيار الكهربائي لا تنتهي، لدرجة قد يتعجب البعض من مرور يوم كامل دون إنقطاع التيار!!

في حقيقة الأمر الوضع يختلف من بيئة لأخرى، وهذا الإختلاف ذكرني بما كنا نسمع عنه في كتب التاريخ والرويات الأدبية التي تحكي قصص النبلاء في العصور الوسطى.

انتشرت المدارس والجامعات الخاصة بشكل غير معقول، حتى رياض الأطفال أصبحت لها تصنيف بين حكومي وخاص ولغات!!!

فهل يسير الزمن بظهره، هل سيصبح التعليم حق للأغنياء فقط؟!